“السطو” على الإنجازات من عهد فؤاد شهاب إلى عهد جوزاف عون

“السطو” على الإنجازات من عهد فؤاد شهاب إلى عهد جوزاف عون

الكاتب: جان الفغالي | المصدر: نداء الوطن
15 أيلول 2025

في أرشيف الرئيس فؤاد شهاب، محضر جلسة لمجلس بلدية جونيه، بتاريخ 24 شباط 1970، وفي تلك الجلسة تمّت مناقشة القرار المتعلّق بتسمية مرفأ جونيه “مرفأ فؤاد شهاب”. وجاء في حيثيات القرار:

“لأن المرفأ من المشاريع في عهد فؤاد شهاب، وتقديرًا لفضله ووفاء من جونيه لمواطنها الكبير، تقرّر أن يُطلق اسم مرفأ فؤاد شهاب على مرفأ جونيه ويسمَّى “مرفأ اللواء الأمير فؤاد شهاب”.

ومن الموقعين على القرار، رئيس وأعضاء المجلس البلدي الآتية أسماؤهم: رئيس البلدية حنا البستاني، نائب الرئيس سامي بويز، والأعضاء جورج سعد، أنطوان وديع، مراد مراد، جوزف شاهين، إيلي عبود، الياس ريشا، أنطوان العضم. وتغيّب أحد الأعضاء وهو أنطون شيحا.

حصل ذلك وكان الرئيس شهاب قد أصبح “رئيسًا سابقًا”.

لماذا التذكير بهذه الواقعة التي صار عمرها خمسة وخمسين عامًا ونيفًا؟ لأنه، بكل بساطة، تزكِّم الأنوف هذه الأيام موجة “سطو وقرصنة” لإنجازات على أكثر من مستوى، ومنها:

ما إنْ أُعلِن عن قرب إعادة افتتاح مرفأ جونيه، حتى سرت هستيريا لدى نوّاب وقيادات من التيار، خصوصًا بعدما كُتِب على بطاقة الدعوة: “برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يتشرّف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني والنائب نعمة افرام”، فأين التيار في الدعوة؟ وتلاحقت التغريدات أن القرار بالمرفأ بدأ في عهد العماد ميشال عون.

في توسعة أوتوستراد جونيه، نشطت النائبة ندى البستاني في التغريدات، فكتبت في إحداها: “مشروع توسيع أوتوستراد جونيه، يللي انطلق سنة 2019 بعهد الرئيس ميشال عون وتوقف بعد 17 تشرين وتداعياتو، رجع عالسكة. منتشكر وزير الأشغال على متابعتو للملف يللي ناقشتو معه بلجنة الأشغال النيابية”.

لاحظوا جملتين: الأولى “يللي انطلق بعهد الرئيس عون”، والثانية “يللي ناقشتو معه (أي مع وزير الأشغال) بلجنة الأشغال النيابية”.

وفي موضوع المياه، تردّ النائبة البستاني على وزير الطاقة جو صدي، فـ “تُراكِم الإنجازات” وتكتب: “بحب ذكرك يا معالي الوزير أنو بالسنوات السابقة من الـ 2010 وضعنا استراتيجية وطنية شاملة لقطاع المياه وخطة لتأمين الموارد المائية عن طريق السدود والآبار وصيانة الشبكات وبناء خزانات وشبكات جديدة وغيرها من الإصلاحات يللي بتلاقيون عندك بالوزارة جاهزين للاستعمال. وبلشنا بتنفيذ هالمشاريع وخلصنا قسم كبير منهم”، ما أحلى العبارة التي تختم بها النائبة البستاني تغريدتها: “وخلصنا قسم كبير منهم”.

ومن مسار “السطو” على الإنجازات، ما يتمادى وزير الطاقة السابق وليد فياض في الإدلاء به، فكلّما تحدّث وزير الطاقة جو صدي عن خطوة، يسارع فياض إلى نَسْبِ الخطوة إلى “عهده” في الوزارة.

لماذا لا يصدِّق العونيون أن الحكم استمرارية؟ متى يخرجون من سردية “ما قبل ميشال عون وما بعد ميشال عون”؟ عهد الرئيس عون هو “عهد الاستعارة السابقة واللاحقة”، يغور عميقًا في التاريخ المعاصر، فيستعير إنجازًا من عهد الرئيس فؤاد شهاب، ويستعير من عهد الرئيس جوزاف عون “إعادة افتتاح مرفأ جونيه السياحي”.

في المحصِّلة، يفترض بالعونيين أن “ينقِّبوا” عن إنجاز تمّ في عهد العماد ميشال عون، ليتبجّحوا به، ويتخذوه منطلقًا لوضع “الكتاب الأبيض” الذي يستطيعون من خلاله أن يجعلوا الناس ينسون “الكتاب الأسود” لعهد الرئيس ميشال عون.

وإذا استعصى عليهم إيجاد إنجاز، فما عليهم سوى تسجيل “جسر جل الديب” على أنه ” إنجاز عهد الرئيس ميشال عون”، وهو جسر فاشل بدليل قلّة السيارات التي تسلكه، وبسبب فشله، رفض العماد ميشال عون، حين إنجازه، أن يفتتحه شخصيًا.