الصليبيات أو البواحير

الصليبيات أو البواحير

الكاتب: نبيل يوسف | المصدر: نداء الوطن
14 أيلول 2025

منتصف هذه الليلة 13 – 14 أيلول تبدأ الصليبيات التي كان ينتظرها أهلنا وأجدادنا كل سنة فما هي الصليبيات؟

هي تنبوء عن حال الطقس على مدار السنة بدءاً بـ 14 من شهر أيلول وحتى 26 منه، وجميع الفلاحين كانوا يعتمدون في زرعهم وبزرهم الحب، على ما تقوله الصليبيات.

حتى اليوم الكثير من الأهالي من كبار السن ما زالوا يراقبون الصليبيات لمعرفة حال الطقس على مدار السنة.

عدد أيام الصليبيات 12 يوماً، تبدأ من نهار 14 من شهر أيلول، يوم عيد الصليب حسب التقويم الغربي، وتنتهي يوم عيد الصليب حسب التقويم الشرقي، لتبدأ الصليبيات عند من يتبعون التقويم الشرقي.

الاعتقاد أن الطقس في كل يوم من أيام الصليبيات، ينبئ عن الشهر الذي يقابله، أي أن طقس اليوم الأول (14 أيلول) ينبئ عن حالة الجو في شهر أيلول، وطقس اليوم التالي (15 أيلول) ينبئ عن طقس تشرين الأول، وهكذا دواليك حتى آخر يوم الذي ينبئ عن شهر آب.

جلّ ما يريد أن يعرفه من يراقب أيام الصليببيات هو سقوط المطر في فصلي الشتاء والربيع: أما أشهر الصيف فنادرًا ما يراقبها أحد باعتبار أن الجو معروف “حار وجاف”.

تبدأ مراقبة يوم الصليبيات منتصف الليل، وتعتبر حالة جوّ ذلك النهار خلال الساعات الست الأولى (أي حتى الساعة 6 صباحًا)، معادلة لحالة الجو في الأسبوع الأول من الشهر الذي يمثله. والساعـات الست الثانيـة (حتى الظهر)، معـادلة لحالة الجو في الأسبوع الثاني. وهكذا حتى ينتهي النهار، ويعتبر الشهر مؤلفًا من 28 يومًا (كل 6 ساعات تمثل أسبوعًا).

على من يتبع سير أيام الصليبيات أن يراقب الأمور التالية:

– الريـح: هبوبـها، شـدّتها، رطوبتها، مصـدرها، اتجاهها: من الشمـال، أم من الجنوب، أم من الشرق، أم من الغرب.

– الغيوم: لونها (أبيض، أسود)، علوّها، أشكالها.

– الرطوبة: البعض يستعمل الملح لمعرفة معدل الرطوبة في الهواء، فاذا تبلل تكهن أن المطر سيكون غزيرًا واذا بقي جافًا توقع حدوث جفاف.

يتمّ تدوين المشاهدات، وكتابة الملاحظات ويبنى عليها تكهنات الطقس للسنة المقبلة.

تجدر الاشارة الى أنه في بعض المناطق تسمى الصليبيات البواحير، في مناطق أخرى يراقبون أيضاً “دلايل” السيدة التي تبدأ من يوم عيد انتقال السيدة العذراء في 15 آب، ويتبعون نفس طريقة مراقبة الصليبيات. وفي أماكن من جبالنا يراقبون “دلايل مار الياس”، التي تبدأ من يوم عيده، ولكن الأكثرية الساحقة من متتبعي حال الطقس يراقبون الصليبيات أو البواحير.

هذه قصة الصليبيات التي سنبدأ بمراقبتها منتصف هذه الليلة على أمل أن يكون هذا الشتاء شتاءً ماطرًا.