
كرامي: الاستقلالُ الحقيقيّ يُقاس بقدرتنا على بناء دولةٍ يتّحد فيها اللبنانيون
رعت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي الإحتفال الذي نظمته الوزارة بمناسبة العيد الثاني والثمانين لاستقلال لبنان ، أمام مدخل الوزارة ، في حضور المدير العام للتربية الأستاذ فادي يرق ورؤساء الوحدات في الوزارة، وتلامذة وأساتذة ومديرين من ست عشرة ثانوية ومدرسة رسمية من بين المدارس والثانويات الرسمية المنضوية في إطار الحملة الوطنية لدعم المدرسة الرسمية ، وموسيقى كشاف ومرشدات التربية الوطنية.
بداية رفعت الوزيرة العلم اللبناني على السارية أمام الوزارة على أنغام التعظيم التي عزفتها فرقة كشاف ومرشدات التربية، ثم كانت كلمة لمدير الإحتفال المستشار الإعلامي ألبير شمعون إعتبر فيها أن “كلمة الوزيرة في هذه المناسبة هي رسالة غنية بالمعاني والأهداف الوطنية والتربوية ، وتتم تلاوتها في الوقت عينه في احتفالات مماثلة يقيمها رؤساء المناطق التربوية في المحافظات “.
بعد ذلك رحبت الوزيرة بالأسرة التربية وخصوصا التلامذة من المدارس كافة وعايدتهم باستقلال لبنان ، وألقت الكلمة الآتية :
“صباحُ الكرامة والسيادة، وصباحُ الذكرى الثانيةِ والثمانين لاستقلالِ لبنان — عيدِ الإيمانِ المتجدّدِ بوطنٍ وُلِد من إرادةِ أبنائهِ ولا يزالُ يقومُ على عزيمتِهم ومعرفتِهم.
نلتقي اليوم لنُجدّد العهد للبنان، لا كذكرى نُحييها في التقويم، بل كقيمةٍ حيّةٍ نمارسها في حياتنا اليوميّة: قيمة الانتماء، والمسؤوليّة، والإيمان بأنّ الحرّية لا تُصان إلّا بالمعرفة والوحدة والعدالة.
فالاستقلالُ الحقيقيّ لا يُقاس بانتهاء الوصاية السياسية، بل بقدرتنا على بناء دولةٍ يتّحد فيها اللبنانيون حول قِيَمٍ جامعة، ويتربّى فيها جيلٌ يعرف أنّ الوطنَ ليس مجرّد جغرافيا، بل مسؤوليّة يُمارسها كلّ يوم.
إنّ المواطنيةَ الحقَّ هي التي تقوم على الإيمان الراسخ بكيان لبنان ورسالتِه الفريدة في محيطه العربي والعالمي، وعلى احترام سلطة دولته ومؤسّساتها، وتعزيز قدرتها على إدارة شؤونها بسيادتها وشفافيتها وعدالتها.
فمن دون دولةٍ قويةٍ تُحترم قوانينها وتُصان مؤسّساتها، لا يمكن أن يبقى الاستقلال حيًّا في وجداننا، ولا أن يتحوّل إلى ممارسةٍ يوميّةٍ في سلوكنا العام.
ومن هنا، تصبح التربية — لا السياسة ولا الاقتصاد — الحجر الأساس في حماية هذا الاستقلال وترسيخ المواطنة، فهي التي تبني الإنسان الحرّ المسؤول، وتُغذّي روح الانتماء عبر المدرسة الوطنية”.
وتابعت:”المدرسة الوطنية: بوّابة الاستقلال الدائم، ومن هذا المنطلق، تأتي رؤية وزارة التربية لـ «المدرسة الوطنية» — المدرسة التي تحمل في اسمها جوهر الاستقلال.
هي مدرسة تُعيد بناء الثقة بين الطالب ودولته، وتزرع الولاء للخير العام، وتفتح أبوابها لكلّ طفلٍ من دون تمييز.
مدرسة تُترجم رؤية وزارة التربية 2030 التي تقوم على تعليمٍ نوعيّ، وقيادةٍ فاعلة، ورقمنةٍ مُنصفة، وتعاونٍ مع المجتمع، وتربيةٍ على القيم والعدالة والمواطنة.
المدرسة الوطنية هي المكان الذي تلتقي فيه الذاكرة والحاضر لتصوغ مستقبلًا واحدًا، حيث يتعلّم الطلاب أنّ الاختلاف ليس انقسامًا، وأنّ التنوّع هو ثروة الوطن،وأنّ المسؤوليّة المدنيّة هي أعلى أشكال الانتماء.
مدرسة المواطنة – من القيم إلى الممارسة ، ولعلّ ما أطلقته السيدة الأولى نعمت عون في مبادرة «مدرسة المواطنة» أواخر تشرين الأوّل،ومبادرة زوجة دولة الرئيس نواف سلام السيدة سحر بعاصيري في مواكبة حملة الوزارة لدعم المدرسة الرسمية ، وتأمين الدعم المالي من شركة طيران الشرق الأوسط الميدلإيست لثمانين مدرسة رسمية،يشكّل ترجمةً حيّةً لهذه الرؤية. فهي تسعى إلى غرس روح المسؤوليّة المدنيّة في المناهج وفي سلوك الطلبة، وتعزيز احترام القانون، والتنوّع، والمصلحة العامة،وتشجيع المشاركة في خدمة المجتمع والوطن.
هذه المبادرات هي دعوات لأن تصبح كلّ مدرسةٍ لبنانيةٍ مختبرًا حيًّا للمواطنة الفاعلة، ومكانًا يتدرّب فيه الطلاب على العيش معًا وعلى اتخاذ القرارات بروح الخير العام”.
