أحزاب ونواب “ممانعون” آثروا النأي عن “الحزب “

أحزاب ونواب “ممانعون” آثروا النأي عن “الحزب “

الكاتب: عباس صباغ | المصدر: النهار
20 تشرين الثاني 2025

بعد سقوط النظام في سوريا، تبدل مزاج في لبنان كان شديد الدعم لـ”حزب الله” في “حرب الإسناد”. فمَن مِن أهل السنّة لا يزال مع الحزب؟ وهل من أحزاب مع “المقاومة” وليست ضمن “المحور”؟

خلال خوض “حزب الله” في لبنان الحرب بدءاً من 8 تشرين الأول 2023، انضمت أحزاب إلى الحرب، وإن تكن مساهمتها بنسب متفاوتة نظراً إلى إمكاناتها المتواضعة مقارنة بما كان لدى الحزب من قدرات بشرية وعسكرية.
من بين تلك الأحزاب “الجماعة الإسلامية ” التي نفذت الكثير من العمليات ضد مواقع الجيش الإسرائيلي، ولاسيما في منطقة العرقوب.
وسقط لـ”الجماعة” الكثير من العناصر، سواء خلال المواجهات أو في عمليات الاغتيال التي مارستها تل أبيب على طول الجغرافية اللبنانية، ولم توفر المسعفين، وكان من بينهم جمعيات طبية قريبة من “الجماعة الإسلامية”، إذ أغارت المسيرات والطائرات الحربية على مراكزها ومن بينها في الهبارية، وسقط 7 من المسعفين في البلدة.
إلا أن “الجماعة” لم تكن يوماً ضمن “محور المقاومة” الذي كان يضم إلى عموده الفقري “حزب الله”، أحزابا وتنظيمات قومية وناصرية وإسلامية.
أما الأحزاب والتنظيمات الناصرية، وإن يكن معظم المنتسبين إليها من الطائفة السنية، فليست جميعها ضمن “محور المقاومة” بمفهومه التقليدي.
تلك التنظيمات تأسست على مبدأ مناصرة القضية الفلسطينية قبل الاحتلال الإسرائيلي للبنان، ومن ثم انخرطت في المقاومة سواء تحت لواء “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” كحال “التنظيم الشعبي الناصري”، أو مثلت كياناً مستقلاً ولكنها قاومت الاحتلال، سواء في بيروت عام 1982 أو في مناطق أخرى، وعلى رأس تلك التنظيمات “حركة الناصريين المستقلين” (المرابطون)، والاتحاد الاشتراكي العربي، و”المؤتمر الشعبي” وغيرها من التنظيمات.
ولكن ليست كل تلك الأحزاب من ضمن “محور المقاومة” الذي هو أقرب إلى “تكتل غير رسمي” يضم دولاً وأحزاباً وتيارات، ومنها إلى “حزب الله”، “حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، و”حركة الجهاد الإسلامي”، و”الحشد الشعبي في العراق”، و”حركة أنصار الله” في اليمن.
أما السؤال المباشر في ما يتصل بالأحزاب والشخصيات السنية في لبنان التي لا تزال ضمن “محور الممانعة”، فالتجربة، وما شهده لبنان والمنطقة في الفترة الأخيرة يقود إلى اقتناع مفاده أن الشخصيات المستقلة سواء في الشمال أو البقاع أو الجنوب لا تزال ضمن ذلك المحور، ومن بينها رؤساء جمعيات محلية أو تيارات تراجع حضورها على الساحة الداخلية.
إلى ذلك، هناك لفيف من علماء الدين من الطائفة السنية لا يزالون في صلب “المحور”، سواء في طرابلس أو بيروت أو صيدا، وصولاً إلى البقاع.
إلا أن الوجه الرسمي للطائفة السنية لم يكن يوماً ضمن “المحور”، وإن يكن من الداعمين المستمرين للقضية الفلسطينية، وهو ما عبّرت عنه دار الفتوى التي أكدت استمرار مناصرتها القضية الفلسطينية، وفي الوقت عينه تدعم حصر السلاح في لبنان بيد الدولة.
أما لجهة النواب، فإن بعضهم من الطائفة السنية كانوا يجاهرون بدعمهم للمقاومة ولمحورها، آثروا الابتعاد بعد سقوط النظام في سوريا، واتخذوا مواقع وسطية من دون إعلانهم الخصومة البائنة مع الحزب.