نائب مدير المخابرات السورية في لبنان.. أي دورٍ لخالد الأحمد؟

زار نائب مدير الاستخبارات العامة السورية، العميد عبد الرحمن الدباغ، يرافقه خالد الأحمد، أحد أبرز المقرّبين من الرئيس السوري أحمد الشرع، العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة غير معلنة، حيث عقدا سلسلة لقاءات أمنية شملت المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي.
تنسيق لـ«مكافحة الإرهاب»
وفق معلومات “المدن”، تناولت المحادثات مع قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية ملفات أمنية أساسية وأخرى حساسة، منها الترتيبات المرتبطة بالحدود وملفات أخرى على صلة بالإرهاب. ووفق المعطيات، يبدي الجانب السوري اهتماماً ملحوظاً بالتنسيق وتبادل المعلومات مع الأمن العام ومخابرات الجيش، بما يشمل حركة التنظيمات الأصولية والعناصر المتشدّدة النشطة داخل لبنان، بعدما باتت دمشق عنصراً فاعلاً في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
وتشير المعلومات إلى أن الاهتمام السوري يتجاوز التنسيق الآني، ليطال مشروعاً أوسع يشمل تبادل خبرات، أو عملياً الاستعانة بالخبرة اللبنانية في هذا المجال، من دون إغفال رغبة دمشق في “تدريب” عناصر أمنية سورية لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية.
علي حمية والوفد السوري
على هامش الزيارة، شوهد الدباغ والأحمد برفقة وزير الأشغال العامة والنقل السابق علي حمية، في مطعم «بابل» في منطقة زيتونة باي.
وليست هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون سوريون رسميون بشخصيات شيعية مقرّبة من حزب الله. اللقاء مع حمية يندرج في سياق أنه مستشار رئيس الجمهورية جوزاف عون.
ومن الواضح أن أفراداً في النظام السوري الجديد يركّزون على بناء علاقات مع شخصيات شيعية، سواء كانت أمنية أو مقرّبة من الحزب أو على تماس مباشر معه. بعد رسائل طمأنة عديدة وجهها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى اللبنانيين بما فيهم حزب الله، معلناً أنه تجاوز الماضي ولا بد من التعاون وفتح صفحة جديدة، كما أكد أن سوريا لا تتعاطى مع منطق الثأر ولا تريد التدخل بالشؤون اللبنانية.
مساعٍ إقليمية
يأتي ذلك في ظل مساعٍ إقليمية واضحة. فخلال الفترة الماضية، عُقد لقاء إيراني – سوري برعاية تركية، يهدف إلى إعادة تنظيم العلاقة في المجالات كافة ومنها ما يتعلق بالمراقد الدينية الشيعية في سوريا، لا سيما مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حيث اتفق على أن تتولى وزارة الأوقاف السورية تنظيم هذا الملف بما يسمح باستئناف الزيارات الدينية للأجانب من غير السوريين ضمن تواريخ محددة.
أبعد من ذلك، يرسم السوريون، برعاية تركية واضحة وتعاون إيراني ما زال مكتوماً، ملامح إعادة تنظيم العلاقة في ما بينهم. حزب الله ليس بعيداً عن هذا المسار، إذ زارت شخصيات سياسية منه أنقرة لهذه الغاية. ومؤخراً، زار العاصمة التركية مسؤول ملف العلاقات الدولية في حزب الله، النائب السابق عمار الموسوي، للمشاركة في فعاليات مؤتمر «العهد للقدس».
كل ذلك يشير إلى وجود حراك إقليمي تقاربي يلي مرحلة من القطيعة، ويهتم بإعادة رسم العلاقات، وتحديداً بين المكوّنين السني والشيعي في المنطقة، في حين تنظر تركيا مثلاً إلى التغول الإسرائيلي في المنطقة على أنه يستهدف جميع مكوناتها السياسية بما يشمل نفوذ وحضور القوى الإقليمية الأخرى.
من هو عبد الرحمن الدباغ؟
عبد الرحمن الدباغ قيادي سابق في “جبهة النصرة”، انضم إلى التنظيم الجهادي عام 2012، وكنّى نفسه باسم «أويس الشامي». كالرئيس السوري أحمد الشرع، ينحدر الدبّاغ من الجولان السوري المحتل. تولّى مناصب أمنية عدة، لا سيما في منطقة الغوطة الشرقية لدمشق.
في عام 2018، ومع اشتداد الصراع وما رافقه من تسويات ونزوح للعناصر الجهاديّة، انتقل إلى الشمال السوري، وتحديداً إلى إدلب، حيث تولّى إدارة فرع التحقيق لدى «هيئة تحرير الشام». وواصل التدرّج في المناصب الأمنية إلى حين سقوط نظام آل الأسد في 8 كانون الثاني 2024، حيث عُيّن مديراً عاماً للأمن العام في دمشق. ومع إعادة صوغ الهيكليات الأمنية، تولّى منصب مدير مديرية أمن دمشق.
مع إنشاء جهاز الاستخبارات العامة السورية التابع لوزارة الداخلية، انتقل إليه. وبعدها جرى تعيينه نائباً لمدير عام الجهاز اللواء حسين السلامة، الذي تعرّض لاحقاً لمحاولة اغتيال نُسبت إلى إسرائيل.
من هو خالد الأحمد؟
خالد الأحمد سوري علوي من ريف حمص، كان مستشاراً غير رسمي للرئيس السوري المخلوع بشّار الأسد بعيد اندلاع الانتفاضة في سوريا في ربيع العام 2011. حالياً يُعد من أقرب المقرّبين إلى الرئيس السوري أحمد الشرع. وذكرت صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية أن الأحمد كان صديقاً للشرع منذ أيام الطفولة، حيث جمعتهما مقاعد الدراسة الثانوية.
في العام 2018 تراجع نفوذه داخل النظام السوري القديم نتيجةً للصراعات الداخلية. قبل ذلك، كان الأحمد يتمتع بعلاقات جيدة مع البريطانيين نتيجة تخصصه في الأدب الإنكليزي. وفي صيف العام 2021، وبعد رعاية مزدوجة بريطانية – تركية، دخل الأحمد إلى إدلب والتقى صديقه القديم أحمد الشرع الذي تحوّل إلى التشدد وتزعّم «جبهة النصرة» تحت اسم «أبو محمد الجولاني»، ثم قاد «هيئة تحرير الشام»، حيث اقتاده مرافقون ملثمون إلى شقة اتخذها «الجولاني» مقراً له، فعقد لقاء معه دام ساعات، ثم لاحقاً تكرّرت زياراته إلى «الجولاني». ووفق الصحيفة، كان للأحمد تأثير بالغ في التحوّل الذي طرأ على فكر «الجولاني»، وصولاً إلى إعادة تقديمه لاحقاً بشخصية أحمد الشرع.
نائب مدير المخابرات السورية في لبنان.. أي دورٍ لخالد الأحمد؟

زار نائب مدير الاستخبارات العامة السورية، العميد عبد الرحمن الدباغ، يرافقه خالد الأحمد، أحد أبرز المقرّبين من الرئيس السوري أحمد الشرع، العاصمة اللبنانية بيروت في زيارة غير معلنة، حيث عقدا سلسلة لقاءات أمنية شملت المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير ومدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي.
تنسيق لـ«مكافحة الإرهاب»
وفق معلومات “المدن”، تناولت المحادثات مع قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية ملفات أمنية أساسية وأخرى حساسة، منها الترتيبات المرتبطة بالحدود وملفات أخرى على صلة بالإرهاب. ووفق المعطيات، يبدي الجانب السوري اهتماماً ملحوظاً بالتنسيق وتبادل المعلومات مع الأمن العام ومخابرات الجيش، بما يشمل حركة التنظيمات الأصولية والعناصر المتشدّدة النشطة داخل لبنان، بعدما باتت دمشق عنصراً فاعلاً في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش.
وتشير المعلومات إلى أن الاهتمام السوري يتجاوز التنسيق الآني، ليطال مشروعاً أوسع يشمل تبادل خبرات، أو عملياً الاستعانة بالخبرة اللبنانية في هذا المجال، من دون إغفال رغبة دمشق في “تدريب” عناصر أمنية سورية لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية.
علي حمية والوفد السوري
على هامش الزيارة، شوهد الدباغ والأحمد برفقة وزير الأشغال العامة والنقل السابق علي حمية، في مطعم «بابل» في منطقة زيتونة باي.
وليست هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها مسؤولون سوريون رسميون بشخصيات شيعية مقرّبة من حزب الله. اللقاء مع حمية يندرج في سياق أنه مستشار رئيس الجمهورية جوزاف عون.
ومن الواضح أن أفراداً في النظام السوري الجديد يركّزون على بناء علاقات مع شخصيات شيعية، سواء كانت أمنية أو مقرّبة من الحزب أو على تماس مباشر معه. بعد رسائل طمأنة عديدة وجهها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى اللبنانيين بما فيهم حزب الله، معلناً أنه تجاوز الماضي ولا بد من التعاون وفتح صفحة جديدة، كما أكد أن سوريا لا تتعاطى مع منطق الثأر ولا تريد التدخل بالشؤون اللبنانية.
مساعٍ إقليمية
يأتي ذلك في ظل مساعٍ إقليمية واضحة. فخلال الفترة الماضية، عُقد لقاء إيراني – سوري برعاية تركية، يهدف إلى إعادة تنظيم العلاقة في المجالات كافة ومنها ما يتعلق بالمراقد الدينية الشيعية في سوريا، لا سيما مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حيث اتفق على أن تتولى وزارة الأوقاف السورية تنظيم هذا الملف بما يسمح باستئناف الزيارات الدينية للأجانب من غير السوريين ضمن تواريخ محددة.
أبعد من ذلك، يرسم السوريون، برعاية تركية واضحة وتعاون إيراني ما زال مكتوماً، ملامح إعادة تنظيم العلاقة في ما بينهم. حزب الله ليس بعيداً عن هذا المسار، إذ زارت شخصيات سياسية منه أنقرة لهذه الغاية. ومؤخراً، زار العاصمة التركية مسؤول ملف العلاقات الدولية في حزب الله، النائب السابق عمار الموسوي، للمشاركة في فعاليات مؤتمر «العهد للقدس».
كل ذلك يشير إلى وجود حراك إقليمي تقاربي يلي مرحلة من القطيعة، ويهتم بإعادة رسم العلاقات، وتحديداً بين المكوّنين السني والشيعي في المنطقة، في حين تنظر تركيا مثلاً إلى التغول الإسرائيلي في المنطقة على أنه يستهدف جميع مكوناتها السياسية بما يشمل نفوذ وحضور القوى الإقليمية الأخرى.
من هو عبد الرحمن الدباغ؟
عبد الرحمن الدباغ قيادي سابق في “جبهة النصرة”، انضم إلى التنظيم الجهادي عام 2012، وكنّى نفسه باسم «أويس الشامي». كالرئيس السوري أحمد الشرع، ينحدر الدبّاغ من الجولان السوري المحتل. تولّى مناصب أمنية عدة، لا سيما في منطقة الغوطة الشرقية لدمشق.
في عام 2018، ومع اشتداد الصراع وما رافقه من تسويات ونزوح للعناصر الجهاديّة، انتقل إلى الشمال السوري، وتحديداً إلى إدلب، حيث تولّى إدارة فرع التحقيق لدى «هيئة تحرير الشام». وواصل التدرّج في المناصب الأمنية إلى حين سقوط نظام آل الأسد في 8 كانون الثاني 2024، حيث عُيّن مديراً عاماً للأمن العام في دمشق. ومع إعادة صوغ الهيكليات الأمنية، تولّى منصب مدير مديرية أمن دمشق.
مع إنشاء جهاز الاستخبارات العامة السورية التابع لوزارة الداخلية، انتقل إليه. وبعدها جرى تعيينه نائباً لمدير عام الجهاز اللواء حسين السلامة، الذي تعرّض لاحقاً لمحاولة اغتيال نُسبت إلى إسرائيل.
من هو خالد الأحمد؟
خالد الأحمد سوري علوي من ريف حمص، كان مستشاراً غير رسمي للرئيس السوري المخلوع بشّار الأسد بعيد اندلاع الانتفاضة في سوريا في ربيع العام 2011. حالياً يُعد من أقرب المقرّبين إلى الرئيس السوري أحمد الشرع. وذكرت صحيفة «الإيكونوميست» البريطانية أن الأحمد كان صديقاً للشرع منذ أيام الطفولة، حيث جمعتهما مقاعد الدراسة الثانوية.
في العام 2018 تراجع نفوذه داخل النظام السوري القديم نتيجةً للصراعات الداخلية. قبل ذلك، كان الأحمد يتمتع بعلاقات جيدة مع البريطانيين نتيجة تخصصه في الأدب الإنكليزي. وفي صيف العام 2021، وبعد رعاية مزدوجة بريطانية – تركية، دخل الأحمد إلى إدلب والتقى صديقه القديم أحمد الشرع الذي تحوّل إلى التشدد وتزعّم «جبهة النصرة» تحت اسم «أبو محمد الجولاني»، ثم قاد «هيئة تحرير الشام»، حيث اقتاده مرافقون ملثمون إلى شقة اتخذها «الجولاني» مقراً له، فعقد لقاء معه دام ساعات، ثم لاحقاً تكرّرت زياراته إلى «الجولاني». ووفق الصحيفة، كان للأحمد تأثير بالغ في التحوّل الذي طرأ على فكر «الجولاني»، وصولاً إلى إعادة تقديمه لاحقاً بشخصية أحمد الشرع.













