
يا جارة القمر…
إلى سفيرة الحب، والعازفة على أوتارنا.. إلى من كبرنا على قهوتها فقضينا الليالي عند مفرق دارينا، وسافرنا بصوتها إلى جسر اللوزية وطاحونة الأجداد… وعشقنا بأنينها ليالي الشمال الحزينة.
إلى فيروز، وتسعين عاماً من التألق! إلى جواز سفرنا للعالم.. إلى السيدة والأم والمدللة… كل عام وأنت “قمرنا”!
يا جارة القمر…
أيّ شمعة تضيئين في عيدك التسعين، أيتها الأمّ، والمرأة الجبارة. وأيّ أمنية قد تلوح لكبريائك القرمزي في هذه الليلة..
كم قاسية هي الكتابة عنكِ هذه الأمسية، وأنتِ جالسة في منزلك الدافئ، محاطة بصور الأبناء، بعيدة عن الهمز واللمز وعمّن فقدوا حياء احترام الخصوصيات.
كم قاسية هي الكتابة عن أمّ ودّعت مدللها وحبيبها وطفلها منذ أسابيع قليلة.
كم قاسية هي الكتابة عن سيدة، نرى في ظلّها الوطن، وإلى قمرها اتّجهت قلوبنا.
إلى فيروز، إلى عاصمة لبنان وهويته وقدسيّته وطوائفه وبحاره وجباله..
إلى من اختصرت الوطن بصوتها، وطلتها، بهالتها، وقداستها، فتحولت رمزاً حينما لم ترَ من خلف نظارتها السوداء الرموز، وارتقت فوق الغيوم حينما لم تنغمس في فوضى عوالم الفن..
إلى سفيرة الحب، والعازفة على أوتارنا.. إلى من كبرنا على قهوتها فقضينا الليالي عند مفرق دارينا، وسافرنا بصوتها إلى جسر اللوزية وطاحونة الأجداد… وعشقنا بأنينها ليالي الشمال الحزينة.
إلى فيروز، وتسعين عاماً من التألق!
إلى جواز سفرنا للعالم.. إلى السيدة والأم والمدللة… كل عام وأنت “قمرنا”.
إلى الفيروزة، التي آلمتنا بحزنها الصامت على “زياد”. إلى الأم التي ما زالت تبكي بهدوء على صغيرها. إلى المرأة التي كسرت القيود وأثبتت أنّ النجوم تضيء دون أن تظهر دون أن تُمسّ، ألف تحية.
إليك، يا من تعلمنا الفنّ بصوتك. وتعلمنا الأمومة منك. وتعلمنا الرقي من ظلّك الجالس الهادئ، من نظراتك التي لم تسقط سهواً ولم تتبعثر.
إليك يا جارة القمر ألف وردة وتحية، إليك الحب المبجّل..
وكل عام وأنت الأنيقة فوق قلوب محبيك وأنت الوطن والأمّ المتناهية لكل عاشقي صوتك!
