لتعزيز قدراتهم البالستية.. الحوثيون ينشئون شبكات تهريب جديدة

لتعزيز قدراتهم البالستية.. الحوثيون ينشئون شبكات تهريب جديدة

المصدر: إرم نيوز
27 تشرين الثاني 2025

ذكر موقع “ارم نيوز” أن الحوثيين دخلوا مرحلة جديدة من إعادة هيكلة قدراتهم العسكرية، عبر توسيع غير مسبوق لشبكات التهريب الإقليمية التي يعتمدون عليها للحصول على الأسلحة والمعدات الحساسة.

وتقول مصادر يمنية خاصة لـ”إرم نيوز”، إن الحوثيين نجحزا خلال الأشهر الماضية في سد ثغرات كبيرة ظهرت في منظومتهم التسليحية خلال حرب غزة، معتمدين على مسارات معقدة تمتد من إيران إلى البحر الأحمر وشرق إفريقيا، وصولًا إلى الداخل اليمني عبر طرق برية وبحرية جديدة يصعب رصدها أو تعطيلها.

ويتقاطع ذلك مع تصاعد القلق الأميركي – الإسرائيلي، من تنامي القدرات العسكرية للحركة، إلى درجة أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وصف اليمن أخيرًا بأنه “جبهة تهديد خطيرة جدا”، محذرًا من أن تل أبيب لن تسمح بتطور الترسانة الحوثية. وتشير معلومات استخبارية إلى أن إسرائيل بدأت فعلا بتنفيذ خطط بعيدة عن الأضواء لاستهداف خطوط الإمداد قبل وصول الأسلحة إلى الأراضي اليمنية.

ويلفت مصدر أمني يمني إلى معلومات استخبارية غربية جديدة، تفيد أن إيران انتقلت خلال الأسابيع الماضية إلى نمط أكثر تعقيدا في عمليات نقل الأسلحة إلى الحوثيين، مستخدمة شبكات جوية عبر بيلاروسيا للمرة الأولى، وذلك بهدف التمويه على عمليات التتبع واعتراض الشحنات.

وتشير المعلومات، وفقا للمصدر، إلى أن طائرات نقل عسكرية بيلاروسية تابعة لشركة “رادا” شوهدت وهي تتنقل بين مينسك وطهران، قبل أن تهبط في محطات غير معلنة على البحر الأحمر. وقد رُصدت إحدى هذه الطائرات في مطار “مصوع” الإريتري قبل اختفائها من الرادار، وهو تكتيك بات متكررا في الأشهر الأخيرة، حسب قوله. كما تؤكد معلومات إضافية أن طائرة شحن إيرانية تابعة لشركة “فارس قشقاي” سلكت المسار نفسه في 27 تشرين الأول الماضي، وهي محملة بمعدات عسكرية.

وبشرح المصدر لـ “إرم نيوز” أن هذه الشحنات الجوية ليست سوى المرحلة الأولى من العملية، إذ يجري تفريغ المعدات في نقاط ساحلية في إريتريا، قبل نقلها بحرا عبر سفن صغيرة يصعب تتبعها، ثم إدخالها إلى اليمن عبر خطوط بحرية تمتد من جنوب البحر الأحمر إلى سواحل الحديدة والصليف ورأس عيسى.

وتشير التقديرات الاستخبارية إلى أن هذه الشبكات باتت تعمل بوتيرة أسرع، مستفيدة من التسهيلات التي يقدمها مسؤولون إريتريون نافذون مقربون من طهران، ما يجعل مسار إريتريا – اليمن أحد أهم خطوط الإمداد النشطة حاليا.

ويشير “المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية” (ISPI) في دراسة حديثة إلى توسع كبير في استخدام السواحل الصومالية كمحطات عبور للأسلحة الموجهة نحو اليمن. وتقول الدراسة إن الحوثيين، طورت في العامين الأخيرين شبكة تعاون مع حركة “الشباب” الصومالية، تقوم على تبادل الخدمات اللوجستية وتوفير الحماية البحرية للسفن الصغيرة.

مصدر استقصائي يمني يعمل على تتبع مسارات التهريب أكد لـ”إرم نيوز” أن سفنا إيرانية صغيرة تقوم بتفريغ جزء من حمولاتها في سواحل قريبة من بونتلاند، حيث يتولى وسطاء محليون نقل الشحنات إلى قوارب سريعة مجهزة بمحركات قوية، قادرة على المناورة والهرب من الدوريات البحرية الدولية. ثم تُنقل هذه الشحنات إلى المياه اليمنية خلال ساعات قليلة، عبر طرق ملتوية تمر بمحاذاة المياه الإقليمية لجيبوتي والصومال وإريتريا.

الباحث في الشؤون الاستراتيجية، سالم الحيمي، يشير من جهته إلى تقارير أممية سابقة تفيد بأن التعاون بين الحوثيين وحركة “الشباب” يتجاوز الجانب البحري ليشمل تبادل خبرات في تكتيكات التخفي والتهريب، واستخدام شبكات قبلية شرق إفريقية تمتد من القرن الإفريقي إلى الحدود البرية غير الخاضعة للسلطة المركزية في اليمن. ويلفت إلى أن هذه الشبكات تسمح بإدخال معدات بالغة الحساسية، مثل شرائح التحكم المستخدمة في الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.

وكشفت مصادر يمنية وسودانية خاصة في وقت سابق لـ”إرم نيوز” أن ميناء بورتسودان تحول خلال الأشهر الماضية إلى محطة رئيسية لإعادة ترتيب مسارات التهريب نحو اليمن، وهو تطور يعكس انخراطا متزايدا من وحدات عسكرية تابعة للجيش السوداني مرتبطة بضباط ذوي علاقات وثيقة بطهران.

ويكشف الباحث اليمني سالم الحيمي أن قادة حوثيين بارزين وصلوا خلال الأسابيع الماضية إلى قاعدة “فلامنغو” البحرية شمال بورتسودان، وهي القاعدة التي توفر نقاط تمويه وإعادة شحن عالية السرية. ووفق هذه المصادر، فإن وجود الحوثيين في هذا الممر الساحلي يهدف إلى إنشاء منصة لوجستية بديلة، بعد تضييق الخناق على مسارات التهريب التقليدية عبر بحر عُمان وبحر العرب.

وتنقل مصادر سودانية متابعة أن إيران سلمت وحدات من الجيش السوداني، في تشرين الأول الماضي، طائرات مسيرة من طرازَي “مهاجر 6” و”أبابيل”، وهو ما يثير شكوكا حول ما إذا كان جزء من هذه الطائرات يجري تفكيكه وإعادة شحنه باتجاه اليمن.