ما هو السلاح الجديد الحقيقي في حروب القرن الـ21؟

الكاتب: د. فؤاد زمكحل | المصدر: الجمهورية
29 كانون الأول 2025

نسمع وتدور أحاديث ومفاوضات عن السلاح والتسلُّح وتمويله، لكن ما هو السلاح الحقيقي الجديد الذي يسمح بربح الحروب أو خسارتها في القرن الحادي والعشرين؟

السلاح الجديد اليوم لم يعُد يُشبه الأسلحة التقليدية، لا بل أصبح مبنياً على المعلوماتية، التكنولوجيا، الذكاء الإصطناعي، الأقمار الإصطناعية، والمسيّرات.

إنّ الحروب الجديدة والجيوش الحديثة لم تعُد تقتصر على الجنود والصواريخ الكلاسيكية والدبابات، والربح والخسارة لم يعدا مربوطين بمَن يكسب الأرض لا بل مَن يحتل السماء ويجتاح الفضاء ويمتلك الكواكب.

 

فالحروب الجديدة لم تعُد تُدار بالطريقة الكلاسيكية وحتى لم تعُد تُموّل بالطريقة عينها، بل أصبحت دقيقة جداً، فتُدار من الكواكب وتُرسم بالذكاء الإصطناعي وتُبنى بالمعلوماتية، التي تسمح بإغتيال أي شخص أينما كان، وبدقّة غير مسبوقة.

 

فالحروب الجديدة تُدار بالمخابرات والإستخبارات المبنية ليست فقط على الأشخاص لا بل على كل ما نحتاجه ونستعمله يومياً، مثل الهواتف اللاسلكية، أجهزة المحمول الشخصية، التلفزيونات المنزلية، السيارات عبر الـ GPS وكاميرات المراقبة، والبطاقات المصرفية الممغنطة وغيرها وغيرها. فالأسلحة الثقيلة، قد وُضِعت في الثكنات، أمّا السلاح الذكي فظهر على السطح.

 

الحروب الجديدة، باتت تُكسب اليوم بالتكنولوجيا والمعلوماتية، لكن أيضاً بالإبتكار والإبداع والريادة والقوّة الإقتصادية، التي تسمح بالإنماء عبر هذه التكنولوجيا الجديدة والذكاء الإصطناعي.

 

فلبنان الذي مُنع من التسلّح منذ عقود عدة، ها هو اليوم يُمكن أن يتسلّح بقوّة قطاعه الخاص، وازدهار شركاته عبر العالم، وقوّة المغتربين الذين داروا حول العالم وغرسوا علم الأرز في كل ركن.

 

الشركات اللبنانية، في لبنان، المنطقة والعالم، لديها كل التقنيات التكنولوجية، والمعلوماتية لجمع المعلومات ولتكون بين الأهم في العالم. فركيزتنا الأساسية أصبحت عبر التكنولوجيا، والقطاع الخاص بعيداً من السلاح المدمَّر داخلياً أكثر من خارجياً.

 

نحن اليوم، يُمكن أن ننافس أهم الشركات الإقليمية والعالمية في مجال التكنولوجيا والمعلوماتية، وأن نبني على هذا السلاح الجديد عوضاً عن الحديث عن السلاح القديم، الذي كلّفنا خسائر فادحة بالأرواح، الأرض والممتلكات والإقتصاد، والذي هرّب وهجّر أدمغتنا وشركاتنا عبر رؤية خاطئة ومسدودة الأفق.

 

في المحصّلة، إنّ حروب القرن الحادي والعشرين لن تكون بعدئذ مبنية لا على السلاح القديم، ولا على الجيوش ولا على الجنود، لا بل إنّ الحروب الجديدة قد أصبحت تكنولوجية بامتياز، إذ تبدأ بالفضاء وتُدار بدقة بالذكاء الإصطناعي وبطريقة لا مثيل لها. لذا علينا أن نواكب ونقبل بهذا التغيير، ونبني بلادنا على نقاط قوّتنا وهي ابتكارنا وريادتنا ونجاحاتنا التي تدور حول العالم. ها هو سلاحنا المستدام للدفاع عن أرضنا وإعادة بناء بلدنا، وللمنافسة الحقيقية مع رؤية نحو الإستقرار والسلام.

ما هو السلاح الجديد الحقيقي في حروب القرن الـ21؟

الكاتب: د. فؤاد زمكحل | المصدر: الجمهورية
29 كانون الأول 2025

نسمع وتدور أحاديث ومفاوضات عن السلاح والتسلُّح وتمويله، لكن ما هو السلاح الحقيقي الجديد الذي يسمح بربح الحروب أو خسارتها في القرن الحادي والعشرين؟

السلاح الجديد اليوم لم يعُد يُشبه الأسلحة التقليدية، لا بل أصبح مبنياً على المعلوماتية، التكنولوجيا، الذكاء الإصطناعي، الأقمار الإصطناعية، والمسيّرات.

إنّ الحروب الجديدة والجيوش الحديثة لم تعُد تقتصر على الجنود والصواريخ الكلاسيكية والدبابات، والربح والخسارة لم يعدا مربوطين بمَن يكسب الأرض لا بل مَن يحتل السماء ويجتاح الفضاء ويمتلك الكواكب.

 

فالحروب الجديدة لم تعُد تُدار بالطريقة الكلاسيكية وحتى لم تعُد تُموّل بالطريقة عينها، بل أصبحت دقيقة جداً، فتُدار من الكواكب وتُرسم بالذكاء الإصطناعي وتُبنى بالمعلوماتية، التي تسمح بإغتيال أي شخص أينما كان، وبدقّة غير مسبوقة.

 

فالحروب الجديدة تُدار بالمخابرات والإستخبارات المبنية ليست فقط على الأشخاص لا بل على كل ما نحتاجه ونستعمله يومياً، مثل الهواتف اللاسلكية، أجهزة المحمول الشخصية، التلفزيونات المنزلية، السيارات عبر الـ GPS وكاميرات المراقبة، والبطاقات المصرفية الممغنطة وغيرها وغيرها. فالأسلحة الثقيلة، قد وُضِعت في الثكنات، أمّا السلاح الذكي فظهر على السطح.

 

الحروب الجديدة، باتت تُكسب اليوم بالتكنولوجيا والمعلوماتية، لكن أيضاً بالإبتكار والإبداع والريادة والقوّة الإقتصادية، التي تسمح بالإنماء عبر هذه التكنولوجيا الجديدة والذكاء الإصطناعي.

 

فلبنان الذي مُنع من التسلّح منذ عقود عدة، ها هو اليوم يُمكن أن يتسلّح بقوّة قطاعه الخاص، وازدهار شركاته عبر العالم، وقوّة المغتربين الذين داروا حول العالم وغرسوا علم الأرز في كل ركن.

 

الشركات اللبنانية، في لبنان، المنطقة والعالم، لديها كل التقنيات التكنولوجية، والمعلوماتية لجمع المعلومات ولتكون بين الأهم في العالم. فركيزتنا الأساسية أصبحت عبر التكنولوجيا، والقطاع الخاص بعيداً من السلاح المدمَّر داخلياً أكثر من خارجياً.

 

نحن اليوم، يُمكن أن ننافس أهم الشركات الإقليمية والعالمية في مجال التكنولوجيا والمعلوماتية، وأن نبني على هذا السلاح الجديد عوضاً عن الحديث عن السلاح القديم، الذي كلّفنا خسائر فادحة بالأرواح، الأرض والممتلكات والإقتصاد، والذي هرّب وهجّر أدمغتنا وشركاتنا عبر رؤية خاطئة ومسدودة الأفق.

 

في المحصّلة، إنّ حروب القرن الحادي والعشرين لن تكون بعدئذ مبنية لا على السلاح القديم، ولا على الجيوش ولا على الجنود، لا بل إنّ الحروب الجديدة قد أصبحت تكنولوجية بامتياز، إذ تبدأ بالفضاء وتُدار بدقة بالذكاء الإصطناعي وبطريقة لا مثيل لها. لذا علينا أن نواكب ونقبل بهذا التغيير، ونبني بلادنا على نقاط قوّتنا وهي ابتكارنا وريادتنا ونجاحاتنا التي تدور حول العالم. ها هو سلاحنا المستدام للدفاع عن أرضنا وإعادة بناء بلدنا، وللمنافسة الحقيقية مع رؤية نحو الإستقرار والسلام.

مزيد من الأخبار

مزيد من الأخبار