“ضوء أمل يسطع بسما بيروت”

“ضوء أمل يسطع بسما بيروت”

الكاتب: ميرنا لطّوف | المصدر: موقع القوات اللبنانية
13 تشرين الأول 2022

17 يوماً تفصلنا عن بقعة ضوء أمل بين الظلام والغيوم المتلبدة بسماء لبنان. بيروت يا بيروت يا جبل البعيد من غربتي ومن المسافات البعيدة أكتب لك رسالتي المقتضبة، لأقول لكي كنت ولا تزالين تسكنين قلبي، كل من زارك عشق هذا السحر الذي يسطع ويتلألأ مع مرور الزمن. اشتقت لكل حبة من ترابك، اشتقت لأرزتي الشامخة التي لا يهزها شيء. بيروت يا ست الدنيا يا لؤلؤة العالم، يا نجمتي الساطعة التي تتألق بسماء لبنان كم من مرة سقطت في الحرب لكنها نهضت كأرزتنا شامخة ومسحت الغبار عنها.

كلنا أمل وتفاؤل عما قريب بانتظار عودة لبنان طائر الفنيق، لبنان سويسرا الشرق، كما كان يقول الإمام السيد موسى الصدر، “نؤمن بلبنان وطناً عزيزاً وسيداً كريماً، ونريده للإنسان. والتعايش الإسلامي المسيحي ثروة يجب أن نتمسك بها”.

بيروت تنتفض تنديداً بالظلام والوضع الاقتصادي المزري الذي حل بها وبأولادها الذين يهاجرون يوماً بعد يوم رغماً عنهم من يأسهم من الأوضاع السيئة، إن كان الوضع الاقتصادي، أو الأدوية غير المتوفرة في الصيدليات، وغيرها الكثير. كتبت وقلت سابقاً وأكرر لعل ضمائركم تستيقظ قبل فوات الأوان.

كفى… دعوا لبنان وشأنه

تداعيات أزمة لبنان الاقتصادية تتفاقم

كفى لبنان ينزف ولم يرف لكم جفن…

أتدرون ما يحصل في لبنان أم تعيشون على كوكب آخر؟

كفى ذلاً وإهانة للشعب…

كفى استخفافاً بعقول الناس…

كفى وكلنا أمل وتفاؤل عما قريب أن تعيدوا لنا لبناننا سويسرا الشرق…

كفى، لبنان الجبنة التي تتقاسمونها انتهت صلاحيتها…

أيام وتفصلنا عن بقعة الضوء التي كلنا أمل وإيمان بنهوض وعودة أرزتنا الشامخة لنا…

ألا تدرون أن قديسنا مار شربل هو حامي لبنان ولن يسمح باستمرار هذه الغيمة السوداء، ولو بعد حين؟ والرب يرى ويسمع كل شيء ولن ولم يتخل عن لبنان.

لبنان أرض القداسة، من جنوبي الذي أفتخر، من قلبي إنني أنتمي لهذه الأرض الصامدة التي حضنتني منذ ولادتي إلى أقصى شمالها. في هذه الأرض ترعرعت على أصوات أجراس الكنائس وأذان المغرب، كنا وسنبقى ونستمر يداً بيد، مسلم مسيحي، يد من حديد تقطع كل يد تمتد على لبنان. لم ولن يغيره الزمان بشيء، فلا الحروب ولا الأوضاع المزرية كسرته، بل العكس، كأرزتي الشامخة لا تزال الحياة تنبض في عروقه، بل وأقوى من ذي قبل. وهذا ما يجعل ابنه مهما تغرب، يعود بحنين قوي إلى جذوره إلى أحضان بلده الأم ليستمد قوته منها ومن أرزتنا الشامخة التي لا يحنيها أحد مهما حاولوا.

“نعم أنا بنت لبنان، بنت الجنوب وبكل فخر وعز إنني أنتمي إلى هذه الأرض الصامدة، سأبقى القلم الذي لا يغرف إلا من حبر الحقيقة مهما كانت مرة. “ففي غمرة الموت تستمر الحياة، في غمرة الكذب تستمر الحقيقة، في غمرة الظلام يستمر الضوء، ووجود الله وقديسنا مار شربل الحامي لبنان يشعرنا بقوة إلهية ترافقنا وتحفظ لبنان من كل شر.​