
حصاد اليوم- حراك بلا طائل في مجلس الأمن والاعتداءات الإسرائيلية تطال الجيش وقوات اليونيفل
فيما لا يلوح في الأفق أي أمل بحل دبلوماسي قريب للحرب الإسرائيلية الهمجية على لبنان، بات واضحًا أن الحكومة الفرحة بتقاطر المساعدات العربية والدولية الى لبنان، غير مدركة أن حجم هذه المساعدات وسرعة وصولها لا ينمّان إلا عن خلاصة وحيدة مفادها أن هذه الدول التي سارعت الى إرسال المساعدات على علم بأن الحرب لن تكون قصيرة، وأن إسرائيل تتجه الى زيادة مستوى اعتداءاتها على لبنان بما يعمّق الأزمة الاجتماعية الاقتصادية فيه، أو أنها قد تلجأ ربما الى فرض حصار كامل عليه بما يمنع وصول أية إمدادات غذائية أو دوائية وغيرها الى الشعب اللبناني كله.
إزاء هذا الواقع الأليم، ومع استمرار الغارات الإسرائيلية على الجنوب والضاحية والبقاع على وتيرتها موقعة المزيد من الشهداء والجرحى والخسائر المادية، يستمرّ الحراك السياسي والروحي داخليًا بحثًا عن مخرج للأزمة يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، كمدخل الى حل الأزمات الأخرى المتفاقمة بدءًا بوقف الحرب وصولًا الى معالجة الأزمات الداخلية التي باتت لا تعد ولا تحصى.
حراك للقادة الروحيين
وفي هذا الإطار، وبموازاة الحراك السياسي الداخلي، لوحظ اليوم حراك روحي تمثّل باتصالات بين رؤساء الطوائف شملت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب. وبنتيجة هذه الاتصالات اتفق القادة الروحيون على عقد قمة روحية تواكب الاحداث الجارية في ظل العدوان الاسرائيلي على لبنان.
الرئاسة ووقف النار
في السياق، وعشية دعوة معراب الى مؤتمر معارض جامع تحت عنوان “دفاعا عن لبنان” السبت، التقى النائب نعمة افرام البطريرك الراعي في الصرح البطريركي في بكركي. وإثر اللقاء قال افرام: “البطريرك أصرّ على أولويّة رئاسة الجمهوريّة وموضوع وقف إطلاق النار، وجميعنا يعمل على هذين الهدفين المهمّين والأساسيين. وكان تقاطع حول انّ الحرب وصلت إلى مرحلة خطرة على الكيان اللبناني مع مليون و400 ألف نازح”.
مجلس الأمن
في الجانب الخارجي من الاتصالات، وقبل أسبوعين من المؤتمر الدولي الذي دعت اليه فرنسا لمساعدة لبنان، وفيما لم تتضح بعد هوية المشاركين فيه ومن يلبي الدعوة وحجم الدعم المرتقب، مقابل حاجات لبنانية هائلة مع نزوح نحو مليون و400 الف مواطن وهدم بلدات وقرى باكملها، تتجه الانظار الى الجلسة التي يعقدها مجلس الامن اليوم حول الوضع في لبنان بطلب من فرنسا، في ظل آمال ضئيلة بنتائجها.
تكثيف الاتصالات
ومع استمرار القصف الاسرائيلي والغارات على القرى والبلدات اللبنانية، كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الاتصالات الدبلوماسية تكثفت في الساعات الماضية، بهدف السعي مجددا الى وقف لاطلاق النار. وقال امام زواره اليوم: “لقد عبرنا مجددا عن استعدادنا لتطبيق القرار 1701 شرط التزام اسرائيل بكل مندرجاته. كما شددنا على أولوية وقف العدوان الاسرائيلي”. اضاف: “ان العنف والقتل والتدمير لن يوصل الى حل ويجب الزام اسرائيل بوقف عدوانها المدمّر، لاننا نخشى اذا ما تطورت الامور، ان تتوسع رقعة المواجهات لتطال المنطقة باسرها”.
خطة الطوارئ
من جهة ثانية، شدد رئيس الحكومة، الذي يرأس غدا جلسة لمجلس الوزراء، على ان خطة الطوارئ الحكومية لاغاثة النازحين يجري تنفيذها بشكل مستمر، مع مراجعة دورية ومهنية لتصويب اي تقصير او خلل، لان حجم النزوح في آن واحد شكل عامل ضغط لا يستهان به.
منع التعديات
وفي ملف النزوح أيضًا، أكد وزير الداخلية بسام مولوي خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي ان ” الأجهزة الأمنية جاهزة وموجودة وتقوم بكامل واجباتها”. واشار الى ان “خيما نصبت وكأن هناك محاولة لبناء غرف باطونية على كورنيش بيروت البحري وهذا أمر لا يمكن القبول به”، لافتًا الى ان “الأملاك العامة هي صورة الدولة ولن نقبل بالتعدي عليها ولن نسمح أيضًا بالتعدي على الأملاك الخاصة والقوى الأمنية ستقوم بواجباتها بالطريقة اللازمة”.
استهداف اليونيفل
على الارض، تصعيد خطير تمثل في استهداف الجيش الإسرائيلي لبرج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة. وصدر عن اليونيفل بيان جاء فيه: “هذا الصباح، أصيب جنديان من حفظة السلام بعد أن أطلقت دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي النار باتجاه برج مراقبة في مقر اليونيفل في الناقورة، فأصابته بشكل مباشر وتسببت في سقوط الجنديين جريحين. كما أطلق جنود الجيش الإسرائيلي النار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، فأصابوا مدخل الدشمة حيث كان جنود حفظ السلام يحتمون، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات”..
.. والجيش
ايضا، استهدفت غارة بلدة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي. ونفذ الطيران سلسلة غارات على بلدتي الخيام وعيتا الشعب. كما استهدفت غارة منزلا في بلدة المعشوق شرق صور واخرى بلدة محرونة ما ادى الى استشهاد 5 اشخاص. اما بقاعا، فشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة حوش السيد الحدودية مع سوريا والتي يوجد بقربها حاجز للجيش اللبناني ما أدّى إلى إصابة عدد من العسكريين وصفت إصاباتهم بالطفيفة. كما تعرض محيط مدينة الهرمل الى عدد من الغارات. وشن الطيران غارة على سحمر واخرى على الكرك-زحلة أدت الى سقوط 3 شهداء و13 جريحاً. كما استهدفت غارة أخرى بلدة رياق. كما سقط خمسة شهداء في غارة إسرائيلية على بلدة محرونة.
عمليات الحزب
من جانبه، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات انه استهدف مستعمرة كريات شمونة. كما قصف تجمعا لجنود الجيش الإسرائيلي في معيان باروخ، واستهدف أيضاً تجمعاً لجنود إسرائيليين في بيت هلل في الجولان. واعلن انه استهدف صباح اليوم تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في كفرجلعادي، ودبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى رأس الناقورة. واعلن استهداف قوة لجنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها سحب الإصابات من منطقة رأس الناقورة، وقوة ثانية لجنود العدو الإسرائيلي أثناء محاولتها مجددا سحب الإصابات من الآلية المستهدفة.
مساعدة للقطاع العام
ماليا، قرّر المجلس المركزي لمصرف لبنان تعديل التعميم الرقم 166 ليصبح في إمكان المودعين كافة الذين قاموا بتحويل ودائعهم من الليرة اللبنانية إلى العملات الأجنبية بعد تاريخ 30 تشرين الأول 2019، الاستفادة من أحكام التعميم. كذلك أصدر وزير المالية يوسف الخليل قراراً بصرف تعويض موقت ومساعدة مالية لجميع العاملين في القطاع العام والمتقاعدين.