خاص: كم هي سخيفة تعليقاتهم!!!

خاص: كم هي سخيفة تعليقاتهم!!!

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut24
28 شباط 2022

كم استفزّتني تعليقات بعض الجهلاء السّفهاء الذين يستهزئون ويتسلّون ويتفننون باختلاق النّكات السّمِجة السّخيفة حول السيدات الأوكرانيات اللواتي برهنّ أنّهنّ أسودٌ على أرض المعركة يدافعن عن بيوتهنّ وأرضهنّ يصنعنَ قنابل المولوتوڤ لمجابهة العدو ومنعه من انتزاع حريّة شعبهنّ وحرمانه الاستقلال. كيف لنا نحن من ذاق صعقات الحرب مَن عاش نفس المعاناة من خوف ورعبٍ وتشرّد وتهجير وفقر وجوع أن يستخفّ بأوجاع هذا الشّعب المناضل؟ كيف لهؤلاء أن يتناسوا عمرًا قضيناه في الملاجئ وبيت الدّرج والهلع يشلّ كياننا نناضل تمامًا كالشعب الأوكراني للبقاء على قيد الحياة وعدم خسارة من نحبّ؟ فمع كلّ مشهد تعرضه شاشات التلفزة أعود طفلة تعصب عينيها وتصمّ أذنيها للتخفيف من مشاهد هولِ الدّمار وأصوات القذائف والراجمات والصواعق التي بتّ أميّز بين أصواتها بإتقان. عدت تلك الطفلة التي ترى الرّعب يسكن حنايا منزلها، تلك الطفلة التي يحاول والداها طمأنتها ولكن عبثًا يفعلان فالخوف قد كبّلهما ولعثمهما فباتا عاجزين عن تهدئة لوعتي. ما أراه على التلفاز هو شريط طفولتي يعود أمام ناظريّ يوقظ فيّ تلك الذكريات التي خِلتني تناسيتها. يوقظ فيّ تلك الطفلة التي وعدت نفسها أنّها وبعد تلك السنوات السوداء ستعيش الاستقلال، ذاك الحلم البيعد الذي ضاع في زواريب السياسة. فقط من عاش الحرب اللبنانيّة يعرف ما يعيشه الشعب الأوكراني اليوم أمّا البقية فيشاهدون فيلمًا يُسمّى فيلم رُعب يضعون سيناريوهات متعددة لنهاية أقلّ ما يُقال عنها أنّها دمويّة مأساويّة لا إنسانيّة.