
حصاد اليوم: إسرائيل تطلق الهجوم البرّي على غزة بمجزرة في جباليا و”الجمهورية القوية” تقترح التمديد للعماد منعًا للفراغ
مع إعلان إسرائيل انطلاق الهجوم البري على غزة، تحوّل القطاع قِبلة “محور المقاومة” لتحديد بوصلة التحرّك العسكري المقبل، وبالتالي لتحديد المراحل التي ستبلغها الحرب على صعيد المنطقة ككلّ. ففي اليوم الرابع والعشرين على “طوفان الاقصى”، أعلنت إسرائيل رسميًا انطلاق الهجوم البري الكامل على غزة من محاور عدة، بهدف القضاء على حركة “حماس”. وفي اليوم الأول من العملية البرية، تواصلت المجازر بحق المدنيين حيث استهدفت مقاتلات إسرائيلية مخيّم جباليا بـ 6 قنابل تزن كل واحدة طنا من المتفجرات، دمّرت حيا سكنيا بشكل كامل وأدت وفق إحصاءات أولية الى سقوط نحو 400 شخص بين قتيل وجريح.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قوات مشتركة للجيش بقيادة قوات برية تخوض معارك قوية في عمق قطاع غزة. وأضاف البيان الذي اوردته “سكاي نيوز عربية”: “هاجمت القوات معسكرا لحماس في شمال القطاع، وقضت على عدد من المقاتلين وعلى خلايا ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للمدرعات”. وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قد أعلن أن القوات الإسرائيلية انطلقت لشن هجوم بري آخر على “حماس” وبقية التنظيمات في قطاع غزة. وقال أدرعي إن قائد المنطقة الجنوبية للقوات البرية العاملة في القطاع أصدر أمرا اليوم تضمن التأكيد على “تحقيق النصر على حماس مهما طال القتال”، مقرا ب”صعوبته”.
كما أعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي انطلاق “المرحلة الثالثة” من حرب غزة، “والتركيز في القتال على الشمال، ودور الجنوب سيأتي”.
الحوثيون دخلوا الحرب
وتنفيذًا لمشروع “وحدة الساحات” الإيراني، دخل الحوثيون في اليمن ايضا الحرب، حيث أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى سريع، إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية وعدد كبير من الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل. وتوعد المتمرّدون الحوثيون بمواصلة إطلاق صواريخ ومسيّرات نحو إسرائيل “حتى يتوقف العدوان على قطاع غزة”، معلنين شنّ 3 عمليات من هذا النوع منذ اندلاع الحرب.
أما “حزب الله”، فيواصل “حربه مضبوطة الإيقاع” مع الجيش الإسرائيلي في المنطقة الحدودية، وسط ترقب لخطاب أمينه العام السيد حسن نصرالله يوم الجمعة، وما قد يحمله من مواقف في ضوء التطوّر المستجد في غزة.
معارك الجنوب
ميدانيًا، عاشت الجبهة الحدودية يوما متوترا، حيث تواصلت المناوشات، وجديدها في فترة بعد الظهر، ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن قصفه موقعًا تابعًا ل”حزب الله” في جنوب لبنان ردًا على إطلاق قذائف هاون وصواريخ مضادة للدروع. كما أفيد عن استهداف الجيش الاسرائيلي موقعًا للجيش اللبناني في مركبا من دون سقوط إصابات. كما أفادت مندوبة “الوكالة الوطنية للاعلام” عن استهداف موقع آخر للجيش اللبناني في وادي هونين ب 6 قذائف اسرائيلية من دون سقوط إصابات. هذا وتعرض وادي الفلاحين الواقع بين بلدتي البستان ويارين لقصف مدفعي إسرائيلي. كما إستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي منطقة المشيرفة عند رأس الناقورة.
في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان أن عناصره استهدفوا قوة مشاة إسرائيلية قرب موقع الجرداح بالقذائف المدفعية وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة.
وقبل الظهر تعرضت أطراف بلدتي راميا وعيتا الشعب، لسقوط عدد من القذائف الفوسفورية مصدرها المواقع الاسرائيلية الحدودية. كما استهدف القصف الاسرائيلي اطراف بلدة بليدا، قبل ان تعلن “المقاومة الاسلامية” انها استهدفت بالصواريخ قوة اسرائيلية متموضعة على تلة الخزان في محيط موقع العاصي، ما ادى الى تحقيق اصابات مباشرة فيها وسقوط جميع أفرادها بين قتيل وجريح”. كما استهدف “حزب الله” موقع “المرج” الإسرائيلي في وادي هونين مقابل بلدة مركبا بالصواريخ الموجهة.
واعلن “حزب الله” لاحقًا إستهداف دبابة “ميركافا” في محيط ثكنة برانيت وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف ايضا موقع “الجرداح” التابع للجيش الاسرائيلي بنيران مباشرة. على الاثر، قال الجيش الإسرائيلي: قصفنا موقعا تابعا ل”حزب الله” بجنوب لبنان ردا على إطلاق قذائف هاون وصواريخ مضادة للدروع.
وتجدد القصف الاسرائيلي على محيط بلدة مروحين وترافق مع اطلاق قذائف حارقة على أحرج بلدة علما الشعب ومنطقة وادي العليق. واطلقت مسيرات إسرائيلية أربعة صواريخ على حديقة ايران في مارون الراس. وقصف الجيش الاسرائيلي مركبا وحولا رداً على قصف “حزب الله” مستوطنة حفات جلعاد.
اللجان النيابية المشتركة
وفي إطار المواكبة السياسية للحرب في الجنوب القابلة للتمدّد في أي وقت، عقدت اللجان النيابية المشتركة جلسة برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب لدرس خطة الطوارئ الحكومية. وأكد رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل في مداخلة في خلال الجلسة أن لبنان ما زال يستطيع تجنب الانجرار الى الحرب عبر نشر الجيش اللبناني بشكل كامل على الحدود اللبنانية ومنع أي محاولة لجرّ لبنان الى حرب لا يريدها اللبنانيون، مطالباً بأن تتركز المناقشات في مجلس النواب حول كيفية تجنب الكارثة بدل معالجة تبعاتها. وطالب النائب ميشال معوض بتحويل الجلسة إلى “مناقشة كيفية حماية لبنان وليس مناقشة خطة لمواجهة الحرب”. كما لفت النائب مروان حمادة، إلى أن “ليس لدينا الاموال لتطبيق هذه الخطة، لذلك أتمنى أن نضع كل الجهد لانتخاب رئيس للجمهورية ولحماية لبنان من الدخول بحرب”.
التمديد لرتبة عماد
في الاثناء، قطعت كتلة “الجمهورية القوية” الشك باليقين، واضعةً جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم من خلال التقدّم باقتراح قانون للتمديد لرتبة عماد بما يبعد اي خضات عن المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق. وفي السياق، أكد رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان من مجلس النواب ان “المصلحة الوطنية تقتضي التصرف بشكل استثنائي لذا تقدم تكتل “الجمهورية القوية” باقتراح قانون يمدّد لرتبة عماد لاتاحة استمرار قيادة الجيش، لأن أي اختلال في المؤسسة العسكرية يهدد أمن لبنان القومي”. اضاف “اقتراحنا مساره الهيئة العامة مباشرةً في جلسة ببند وحيد لحفظ المصلحة الوطنية العليا”. وتابع “نتمنى أن تتم الدعوة الى جلسة في الأيّام المقبلة على أبعد تقدير للتصويت على الاقتراح”.