فضل الله يدعو المجلس النيابي لاستنفار الجهود: الوقت ليس للمناكفات

فضل الله يدعو المجلس النيابي لاستنفار الجهود: الوقت ليس للمناكفات

3 حزيران 2022

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية: “البداية من معاناة اللبنانيين اليومية لتأمين أدنى متطلبات حياتهم من الغذاء والدواء وسبل الاستشفاء والكهرباء والماء ووسائل الانتقال. وقد أصبح واضحا أن أسبابها تعود إلى الارتفاع المتزايد في سعر صرف الدولار وجشع من يتحكمون بسوق الغذاء والدواء والمحروقات والذين يحظون بالتغطية الكافية التي تجعلهم بمنأى عن المساءلة والملاحقة والضبط. فيما الدولة المعنية بمواطنيها غائبة عن كل ما يجري وتكتفي بالمسكنات والمهدئات التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.

وتابع: “نحن أمام هذا الواقع المزري والمأسوي والذي لم يعد اللبنانيون قادرين على تحمل أعبائه وتداعياته، نعيد دعوة من تمثلوا في المجلس النيابي الجديد إلى استنفار جهودهم وقدراتهم وعدم التباطؤ في القيام بمسؤولياتهم التي تحملوها، إن على صعيد التشريع وإصدار القوانين أو على صعيد الرقابة أو في اختيار من يتصدرون الحكومة أو من يتولون المواقع فيها أو من يتصدر رئاسة هذا البلد. إننا نقول لهم، ان الوقت ليس وقت مناكفات وصراعات وتسجيل نقاط أو عرض عضلات إعلامية على شاشات التلفاز أو عبر الصحافة ومواقع التواصل، أو دعوات للعودة إلى اصطفافات ذات طابع طائفي أو مذهبي أو غيره ساهمت وتساهم في تعميق الهوة بين اللبنانيين أو تدخله في الصراعات الإقليمية والدولية، بينما الوقت كله ينبغي أن يكون لإنقاذ بلد يتداعى والخروج من المنزلق الخطير الذي وصل إليه”.

وقال: “إن ما ندعوكم إليه هو أن تعوا أن اللبنانيين لم يعطوكم وكالة مطلقة تجعلكم تتصرفون بها ما تشاؤون وكيفما تشاؤون، بل هي مقيدة بالعمل الجاد والمسؤول لتحقيق الوعود التي وعدتموها إن على صعيد حماية البلد من العدو الذي لا يزال يستبيح بر هذا البلد وبحره وجوه ويسعى ليستبيح ثرواته أو بإزالة كابوس الهدر والفساد وسوء الإدارة الجاثم على صدورهم والسبب فيما وصولوا إليه. إن هذه الوعود ليست خيارا بل هي واجب ومسؤولية، وعليكم أن تؤدوا أماناتها كاملة إليهم”.

ورأى “أن المجلس النيابي لن يكون قادرا على أن يقوم بالدور المطلوب إلا عندما تمتد الأيدي إلى بعضها البعض ويتناسى الجميع أحقاد الماضي القريب والبعيد وتوتراته وخطاباته ويتجردوا من أنانياتهم وحساباتهم الضيقة. إننا سنتفاءل كثيرا عندما نرى المجلس على الصورة التي عبر عنها رئيسه ونريدها أن تتجسد على أرض الواقع حين دعا إلى مجلس نيابي يعمل فيه الجميع وبكل تنوعاتهم على معالجة الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها اللبنانيون وترسيخ السلم الأهلي والوحدة الوطنية على حساب مناخات الاحتراب الداخلي والانقسام الطائفي والمذهبي ومواجهة أي تفريط بحقوق لبنان السيادية على ثرواته المائية والنفطية وعدم المساومة عليها أو تكون بابا كما يراد لها للتطبيع مع العدو الصهيوني…

إن اللبنانيين تواقون لمثل هذا التغيير، ولدور للنائب يكون نائبا فيه عن الوطن كله ويتطلع بعيون اللبنانيين جميعا، حتى وهو يتطلع إلى مصالح من انتخبوه أو الطائفة التي ينتمي إليها”.

وتابع: “ننتقل إلى الصعيد الاجتماعي لنعلن وقوفنا مع الصرخة التي أطلقتها المؤسسات الاجتماعية التي تتولى رعاية الأيتام والحالات الصعبة والمسنين وذوي الاحتياجات الخاصة في دعوتهم الدولة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه من تتولى رعايتهم حتى يستمروا بدورهم، ولا يسقطوا تحت وطأة الواقع الاقتصادي الصعب… وهنا ندعو المصرف المركزي إلى تحمل مسؤوليته لتلبية مطالب هذه المؤسسات التي عرضت عليه واعتبارها من أولياته”.

وقال: “ونبقى على صعيد الثروة الغازية والنفطية، لننبه إلى ضرورة تضافر الجهود في هذه المرحلة لمنع العدو من استغلال انشغال اللبنانيين باستحقاقاتهم والبدء بالحفر من دون الأخذ بالاعتبار حق اللبنانيين في ثروتهم واستغلالهم لمواردهم”.