خاص : عزوف الحريري يطيح بالانتخابات

لا يختلف اثنان على فكرة أنّ غياب سعد الحريري عن المشهد السّياسي سيكون له تداعيات كبيرة ليس أقلّها فراغًا وتضعضعًا وانقسامًا داخل البيت السّني. فوضع السنّة مع غياب الحريري بالتّأكيد ليس كوضعهم بحضوره ما سينعكس حتمًا على الخريطة السياسية للبلد .

من هنا ومن دون الغوص في الأسباب التي دفعت بالحريري إلى الانسحاب  فإنّ استغلال باقي الأطراف السياسيّة لهذا الواقع المُستجِد سيكون وفقًا لأهواء كلّ فريق  وحساباته الضيّقة. وفي حال كرّت سُبحة العزوف عن التّرشح من سلام الى الحريري فميقاتي والسّنيورة سيُقدّم   للمتربصين وللسّاعين إلى تأجيل الانتخابات حجّة ذهبيّة على طبق من فضّة.

وفي السّيناريو المحتمل للتأجيل، ومع اكتمال المشهد السنيّ المحبَط تتعالى أصوات باقي المكوّنات السّياسية الأساسية للتأجيل تحت شعار الميثاقية وعدم استضعاف السنّة وبالتّالي يعلن الثنائي الشيعي موقفًا موحدًا يطالب فيه الحريري بالعودة عن عزوفه عن التّرشّح وإلا عدم خوضه غمار الإنتخابات وقد بدأت ملامح هذا المشهد تتضح مع إعلان مصادر مقرّبة من الثنائي أنّه لا بديل عن الحريري.

فيلاقيه التيّار الوطني الحر تحت مظلّة العناوين عينها معلنًا عدم الترشّح مطالبًا .الحريري بالرجوع عن قراره وهكذا دواليك “هنا تعود إلى أذهاننا مرحلة احتجاز الحريري في السعودية”.

أمام هذا الواقع ومنعًا من وقوع الفراغ ستذهب هذه القوى الى مجلس النواب بمشروع قانون تمديد ولاية المجلس الحالي بسبب عدم تأمين الشّروط الميثاقية لإجراء الانتخابات.

سيناريو مُحتَمل قد يدفع بالبلاد إلى المجهول الذي لا يمكن الخروج منه إلّا بطائف جديد لم تُرسم معالمه بعد.