حصاد اليوم- موفد قطري لتسويق البيسري رئاسيًا وميقاتي وماكرون يقيّمان نتائج مهمة لودريان

على وقع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، يزداد الوضع الميداني تدهورًا في الجنوب مع تكثيف “حزب الله” عملياته ضد المواقع الإسرائيلية، ما يستتبع قصفًا اسرائيليًا يزداد عنفًا على القرى الحدودية اللبنانية. أما في الوضع الداخلي، ومع مرور الوقت وصولًا الى العاشر من كانون الثاني المقبل، ترتفع وتيرة المطالبة، في الداخل والخارج، بالتمديد لقائد الجيش جوزيف عون، في انتظار أن يعيّن رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة تشريعية للبتّ بالأمر، بعد أن أصبح شبه مؤكد عدم إمكان حسم الملف في مجلس الوزراء.

ميدانيًا، تواصل القصف الإسرائيلي اليوم على بلدات حدودية عدة في جنوب لبنان، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مواقع في لبنان ردًّا على هجمات استهدفت إسرائيل.

وطاول القصف الاسرائيلي منطقة حامول في خراج الناقورة، وتلة المدور بين راميا ومروحين. وتعرّضت تلة “العويضة” لجهة بلدة الطيبة لسقوط عدد من القذائف الاسرائيلية بالإضافة إلى استهداف محيط كنيسة بلدة يارون. كما استهدف القصف منطقة رباع التبن ووشانوح جنوبي بلدة كفرشوبا. كما أطلق الجيش الإسرائيلي عدداً من القذائف المضيئة مستهدفاً وادي حامول واللبونة شرق الناقورة بهدف افتعال الحرائق. وترافق ذلك مع تحليق للطيران الاستطلاعي في الأجواء. كما تعرض عدد من الأودية في القطاع الأوسط وأطراف بلدتي عيتا الشعب ورامية للقصف الإسرائيلي. واستهدفت مدفعية العدو الاسرائيلي بعد الظهر بالقذائف الفوسفورية اطراف الناقورة وعلما الشعب.

كما افيد بأن طائرة استطلاع تابعة لقوات العدو استهدفت خراج بلدة كفرشوبا. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي اربع غارات جوية متتالية على منطقة شرق الناقورة وواحدة على اطراف القوزح، ومرة أخرى استهدف سهل مرجعيون وطريق الدردارة بالقصف المدفعي. وافادت “الوكالة الوطنية” بأن طيران العدو الاسرائيلي مشط بالرشاشات الثقيلة منطقة السلس غرب الحي المسيحي في اطراف بلدة يارون.  وعصرًا، طاول القصف اطراف بلدة بيت ليف، كذلك استهدفت غارة جوية معادية منزلاً غير مأهول في البلدة.

عمليات “الحزب”

الى ذلك، صدر عن “حزب الله” عدة بيانات متتالية أكد فيها استهداف موقع جل ‏العلام، وتجمعًا لجنود الإحتلال الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا، وموقع الراهب، وموقع ‏رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، ومقر قيادة ‏الفرقة 91 في ثكنة برانيت، ومرابض ‏المدفعية في موقع خربة ماعر، وقوة عسكرية إسرائيلية أثناء تواجدها داخل منزلٍ في مستوطنة دوفيف، وموقع المرج، ومرابض مدفعية ديشون، محققًا إصابات مباشرة في المواقع المستهدفة. ‏

تزامنًا، حذّر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان اللبنانيين من أن “حزب الله” يعرض بلادهم لخطر كبير وغير مسبوق، موضحا في مؤتمر صحفي، أن “حزب الله” يعتبر عدو لبنان واللبنانين وعميلا للنظام الإيراني. وأشار إلى أن “الحزب” يتحمل وحده المسؤولية عما يحدث من دمار في قرى الجنوب اللبناني. ولفت إلى أن هناك تصعيدا خطيرا من قبل “حزب الله” على الحدود الشمالية، مدعيا أن جيش الاحتلال يرد على مصدر النيران.

ملف لبنان في دبي

من جهة ثانية، ولوجود رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في دبي للمشاركة في مؤتمر تغيّر المناخ “كوب 28″، انتقل ملف لبنان الى هناك. فبعد ساعات من مغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بيروت حيث التقى كبار المسؤولين، اجتمع ميقاتي في الامارات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وناقشا بالتفصيل نتائج زيارة لودريان ومحادثاته. كما تطرّق البحث الى الوضع في غزة وجنوب لبنان.

وفي كلمته أمام المؤتمر، قال ميقاتي “لا أستطيع أن أقف هنا اليوم كممثل للبنان ولا أتناول الحاجة المُلحة لتعزيز قدراتنا الوطنية على الصمود خاصة في المناطق التي تتقاطع فيها التحديات الناجمة عن تغير المناخ مع الحروب…فلبنان يواجه عدواناً إسرائيلياً يطال البشر والحجر ويتسبب بتأثيرات مناخية مكثفة حيثُ تتعرض مناطق واسعة في لبنان للآثار الشديدة للتدهور البيئي الناجم عن الأعمال العدائية الإسرائيلية المستمرة”.

وليس بعيدا، رأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، أن “العدو المهزوم والمأزوم، يحاول أن يحقق مكاسب في هذه المرحلة على حساب السيادة اللبنانية، وهناك من يروّج للمطالب والأهداف الإسرائيلية من الداخل والخارج، فيطالبون بتعديل القرار 1701، وإنشاء منطقة عازلة على الحدود بهدف تطمين المستوطنين الذي يخافون العودة إلى مستوطناتهم بسبب وجود حزب الله على الحدود، ولكن على هؤلاء المراهنين أن ييأسوا، فحزب الله لن يسمح بأي مكسب إسرائيلي وبأي معادلة إسرائيلية جديدة على حساب السيادة اللبنانية”.

قطر تسوّق البيسري

في السياسة الداخلية، استمر تقييم زيارة الموفد الفرنسي ونتائجها. في السياق، لفت عضو كتلة “الاعتدال الوطني” النائب سجيع عطية الى ان “لودريان كان واضحا في موضوع قيادة الجيش لناحية تأييد التمديد للعماد عون، وهو تحدث باسم المجموعة الخماسية وليس باسم فرنسا منفردة”. وقال في حديث اذاعي: “معلوماتي ان موفداً قطرياً آت الى لبنان لاكمال المسعى الخماسي وتحريك الملف الرئاسي، وهو يبحث باسم اللواء الياس البيسري لان باسيل لا يضع فيتو عليه والعلاقة معه “هينة” وخلفيته مناقبية عسكرية”.

كما أيّد النائب المستقل ايهاب مطر، التمديد لقائد الجيش، “لخلق جوّ من الاستقرار في القيادة، ولأننا في وضع متأزم جدا في غزة، ما ينعكس خطرًا حقيقيًا على لبنان”. ورأى أنّ “الضرورات تفرض التمديد لقائد الجيش، وأن احتمال التمديد هو الأكثر حظاً”.

في الإطار نفسه، جدّدت “القوات اللبنانية” مطالبتها بالتمديد لعون، مؤكدة أنها لا تعمل بإيحاءات خارجية، إنّما تتّخذ مواقفها انطلاقًا من قناعتها ورؤيتها الوطنية تجسيدًا للمصلحة العليا للبنان. وأكد بيان صادر عن “القوات” أن مطالبتها بالتمديد لقائد الجيش تعود لأشهر خلت تسبق اقتراح القانون الذي تقدّمت به، والأسباب الموجِبة للتمديد واضحة. واعتبرت “القوات” أن اتهامها بالعداء للجيش ساقط ومرفوض، والمرحلة الوحيدة التي حصلت فيها الصدامات والاشكالات المفتوحة كانت مع استلام العماد ميشال عون بسبب تسخيره موقعه لمصالحه الشخصية وتحقيقًا لمآربه وأهدافه، فيما “القوات” كانت وستبقى الداعم الأساس لمؤسسات الدولة وفي طليعتها الجيش.
نهاية الحرب

في تطورات الحرب في غزة، وبالتزامن مع ارتفاع وتيرة القصف على القطاع، أوضحت الحكومة الاسرائيلية ان حركة “حماس” رفضت الافراج عن مزيد من المختطفين، ولذلك تم إستكمال الحرب، مؤكدة ان نهاية الحرب تعني القضاء على الحركة.