أوروبا من دون كهرباء؟! والفاتورة قد ترتفع 10 أضعاف في ألمانيا وفرنسا!

أوروبا من دون كهرباء؟! والفاتورة قد ترتفع 10 أضعاف في ألمانيا وفرنسا!

الكاتب: سمير سكاف
31 آب 2022

بدأت أوروبا تدرس خياراتها في حال اضطرت للتقنين في الكهرباء لمدة ساعة على الأقل خلال النهار، أو أكثر في بعض المناطق. وقد تصل الى 4 ساعات في سويسرا مثلاً.

المشكلة، ليست فقط في أن “غازبروم” الروسية أخذت قراراً بعدم تسليم للغاز لبعض الشركات الأوروبية من عملائها خلال أيام، ولكن أيضاً في شح المياه الذي أثر مثلاً على 400 سد يسهم في انتاج الطاقة الكهرمائية في فرنسا أو في توقف 32 مفاعلاً نووياً من أصل 56 مفاعلاً عن العمل للصيانة، وهي المفاعلات الأساسية في إنتاج الكهرباء في فرنسا.

أوروبا قد تبدأ برفع فاتورة الكهرباء في مصانعها لإلزامها بالحد من مصروفها. وهذا الارتفاع قد يصل الى أكثر من 10 أضعاف! ما يهدد بإقفال الكثير من مصانعها، حتى التاريخية منها. ما يعني أزمة اقتصادية جديدة تطال الوظائف وترفع من معدل البطالة، وهو أحد أصعب المواضيع التي تواجهها الحكومات الأوروبية في العادة.

كما قد تعمد معظم الدول الأوروبية الى إقفال إدارات لا حاجة ملحة لها، وحتى قطع محدود للكهرباء مداورة بين المناطق. وطبعاً مع المحافظة على الطاقة والكهرباء في المستشفيات والأماكن الاستراتيجية.

بعض الدول قد تسعى الى اقتصاد يومي يصل الى 1.100 ميغاواط في النهار، أي ما يضيء مدينة بحجم مرسيليا، كما قد تعمد الى خفض توزيع الكهرباء بنسبة 5% على الأقل!

إن أزمة الكهرباء تتحول الى أزمات سياسية داخلية في الدول الأوروبية. والبحث عن حلول أصبح مسألة أمن قومي، لا مشكلة طاقة فحسب. إن شتاء أوروبا المقبل سيكون قاسياً عليها في كل المجالات، بالتأكيد!

سمير سكاف- رئيس جمعية غرين غلوب والعضو المراقب في الأمم المتحدة في البيئة