أميركا تضمن مغادرة قادة حماس غزة ولبنان

أميركا تضمن مغادرة قادة حماس غزة ولبنان

الكاتب: محمد سلام | المصدر: هنا لبنان
8 ايار 2025

نظام الولي الفقيه ربط سيطرته على “مستوطناته” العربية في الشرق الأوسط بفيلقين من المرتزقة: “الفيلق” الحوثي الذي يحتل بعض اليمن ويتحكم بجنوب الشرق الأوسط، “وفيلق” الممانعة الذي يحتل بيروت والبقاع وجنوب لبنان وكان يتحكم بالحافة الشمالية للمنطقة إلى حين الإطاحة به في سوريا نهاية العام الماضي.. ويدير المرشد خامنئي من طهران سياسة نظامه التوسعية عبر التحالف الذي يجمع “فيلقي” المرتزقة مع “شراذم” الأخوان المسلمين الهاربين من مصر إلى غزة والأردن ولبنان

ميليشيا “أنصار الله” الحوثية، التي تحتل أجزاء من اليمن، إستسلمت لأميركا، وتعهدت بعدم إعتراض سفن أميركا وحلفائها المتوجهة إلى إسرائيل عبر مضيق هرمز لكنها أصرت على أن إسرائيل ليست جزءاً من الإتفاق، ما قد يعني إستمرار قصف إسرائيل من اليمن وفق صيغة “مساندة غزة”..

فهل يعني ذلك أن محور أذرع إيران سيستأنف من جنوب لبنان حرب مساندة غزة التي كان حزب الله أول من أشعلها في 8 تشرين الأول العام 2023 بعد يوم واحد من إطلاق حماس مغامرة طوفانها التي تسببت، حتى الآن، بمقتل 52 ألف مدني بريء.

كبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام نقل عنه قوله إن الإتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب “لا يشمل إسرائيل بأي شكل من الأشكال”.

وأوضح أن “الذي حصل هو مع الجانب الأميركي بوساطة عمانية، والتوقف سيكون عن استهداف السفن الأميركية… طالما أعلنوا التوقف والتزموا فعلا فموقفنا دفاعي وسيتوقف الرد”.
وكان ترامب قد أعلن أن الحوثيين “إستسلموا وأنهم سيتوقفون عن توجيه الضربات والهجمات ضد السفن، و في المقابل ستتوقف الضربات الجوية الأميركية في اليمن.”

ترامب أيضاً لم يقل أن الحوثيين سيتخلون عن “مساندة غزة” ويوقفون قصف إسرائيل.

لكن الرئيس الأميركي كان قد شدد في تصريح للصحافيين من البيت الأبيض على أن الحوثيين “أعلنوا لنا أنهم لا يريدون القتال بعد الآن، إنهم ببساطة لا يريدون القتال، وسوف نحترم ذلك وسوف نوقف القصف وقد استسلموا.” والأهم من ذلك، أضاف ترامب، “أننا سوف نصدّق كلمتهم وهم يقولون إنهم لن يفجّروا السفن بعد الآن، وهذا هو الهدف الذي نريده مما كنا نفعله.”

طالما حصر ترامب الإستسلام الحوثي بعدم تفجير السفن فقط، فما هو مصير “مساندة غزة” عبر قصف إسرائيل من اليمن أو من لبنان؟؟؟؟

الجواب لا يتوفر إلا عبر إحدى حالتين: إما تعرّض إسرائيل لقصف من اليمن أو لبنان أو الإعلان عن مقاربة جديدة لسلام أبراهام خلال جولة ترامب المرتقبة في الخليج منتصف الشهر الجاري.

لماذا حصر إحدى فرضيتي الجواب باليمن ولبنان؟؟؟

لأن نظام الولي الفقية ربط سيطرته على “مستوطناته” العربية في الشرق الأوسط بفيلقين من المرتزقة: “الفيلق” الحوثي الذي يحتل بعض اليمن ويتحكم بجنوب الشرق الأوسط، “وفيلق” الممانعة الذي يحتل بيروت والبقاع وجنوب لبنان وكان يتحكم بالحافة الشمالية للمنطقة إلى حين الإطاحة به في سوريا نهاية العام الماضي.

ويدير المرشد خامنئي من طهران سياسة نظامه التوسعية عبر التحالف الذي يجمع “فيلقي” المرتزقة مع “شراذم” الأخوان المسلمين الهاربين من مصر إلى غزة والأردن ولبنان كما بالتعاون مع حزب الدعوة الإسلامية العراقي وهو الإبن الشيعي لحركة الإخوان المسلمين المصرية المنشأ، والذي تدرّج عبره أمين عام حزب الله الحالي الشيخ نعيم قاسم.
ويقع وسط الشرق الأوسط، وفق خارطة دولة الولي الفقية “العظمى” التي تشمل قارتي آسيا وأفريقيا، مسطح مائي ضحل مساحته حوالي 241000 كيلومتر مربع تحده من الشمال والشمال الشرقي والشرق “دولة واحدة” هي إيران وتحده “سبع دول عربية” من جهة الغرب هي سلطنة عمان، الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين، المملكة العربية السعودية، الكويت والعراق.

هذا المسطح المائي الذي تسميه جامعة الدول العربية “الخليج العربي” والدول الأجنبية “الخليج الفارسي” يتجه ترامب، بعد هزيمة أذرع إيران في سوريا واليمن، إلى تسميته في التعاملات داخل الولايات المتحدة ومع الدول العربية ب “الخليج العربي” بدلاً من الخليج الفارسي.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين لم تكشف عن صفتيهما قولهما إن ترامب ينوي أن يعلن عن قرار التسمية خلال زيارته للملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل.
وكانت إيران قد إعترضت على إستخدام رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم في كلمته الرسمية عبارة “دورة كأس الخليج العربي الخامسة والعشرين” لدى إفتتاح المنافسة الرياضية بمدينة البصرة العراقية في كانون الثاني من العام 2023.

هل فعلاً “إستسلم” الحوثيون؟؟؟ وتنازلت إيران عن تسمية الخليج الفارسي، ولماذا إستسلموا وتنازلت، ولقاء ماذا؟؟؟

لم يستخدم أحد غير ترامب مفردة “إستسلام” علماً بأن وزارة الخارجية العمانية كانت قد أصدرت بيانا ذكرت فيه أن وساطتها مع الحوثيين أسفرت عن التوصل فقط إلى” وقف لإطلاق النار.”

وأوضح بيان الخارجية العمانية أنه “في المستقبل، لن يستهدف أي من الطرفين الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة، وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي”.

إلا أن موقع “شفق نيوز” العراقي- الكردي نقل عن مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي لجماعة “أنصار الله” الحوثية العميد الركن عابد محمد الثور قوله إن تصريحات ترامب “غير صحيحة وليس لدينا أي قناة للتفاوض أو التحاور”.

وأضاف الثور: “وما يشاع بأننا أبلغنا الأمريكان أننا نريد إيقاف الحرب فهذا كذب وترامب يحاول أن يقلل من قدرة اليمن العسكرية (تنظيم أنصار الله الحوثي حصراً) ، وأن الضربات الإسرائيلية والأمريكية قد أخافتنا”.

يأتي هذا التصريح بعد إعلان الرئيس ترامب، أمس، أنه قرر وقف الضربات على اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وهو ما اعتبرته الجماعة “انتصارا”.

بإنتظار معرفة من يقول الحقيقة، خارجية عمان، أم ترامب أم الثور أم المفاوض الحوثي قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن “استسلام” ميليشيا الحوثيين هو “ثمرة مباشرة للضربات العسكرية الدقيقة التي تلقتها المليشيا”.

وأكد الإرياني عبر حسابه على موقع (X) أن “لغة القوة وحدها هي التي يفهمها الحوثي، فهذه الخطوة لم تأت نتيجة تفاهمات سياسية أو ضغوط دبلوماسية فقط، بل كانت ثمرة مباشرة للضربات العسكرية الدقيقة التي تلقتها المليشيا، وأربكت بنيتها، وقوضت قدراتها، وفرضت عليها الانكفاء والتراجع.”

وخلص الإرياني إلى أن “استسلام الحوثي اليوم يجب أن يُقرأ بوصفه اعترافاً عملياً بالهزيمة … (و) فرصة يجب ألا تُهدر لاستعادة زمام المبادرة، ووضع حد نهائي لغطرسة هذه المليشيا وتوحيد الصف الوطني، والمضي نحو الحسم الشامل الذي يعيد للدولة اعتبارها، ولليمن استقراره، ويكف يد إيران عن العبث بأمن المنطقة.”

وكان قد نُقل عن ترامب قوله أنه سيصدر “إعلاناً إيجابياً كبيراً جداً” قبل جولته الخليجية التي تشمل، بعد زيارة المملكة، دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر ما أثار سيلاً من التساؤلات حيال مضمون الإعلان الموعود والمواضيع التي سيبحثها الرئيس الأميركي في جولته الخليجية.

دبلوماسي خليجي مقيم في بيروت كشف أن ما تم التوصل إليه بين أميركا والحوثيين عبر وساطة سلطنة عمان هو “تعهد حوثي بعدم إستهداف إسرائيل بالمطلق مقابل تعهد أميركي بضمان التوصل إلى تسوية في غزة تتضمن تأمين مساعدات لسكان القطاع لقاء إطلاق الرهائن والسماح لقادة حماس بمغادرة غزة ولبنان إلى دولة تقبل بإستقبالهم كلاجئين سياسيين.”

أما موضوع المفاوضات النووية بين أميركا وإيران بوساطة عُمانية فنتيجتها “تنتظر إستكمال اللقاءات،” وفق ما كشفه الدبلوماسي العربي.