حصاد اليوم- صمت في بيروت بعد التحذير الأميركي وتركيز دولي على “اليوم التالي” في غزة

حصاد اليوم- صمت في بيروت بعد التحذير الأميركي وتركيز دولي على “اليوم التالي” في غزة

الكاتب: beirut 24
8 تشرين الثاني 2023

بعد ساعات من “الضوضاء السياسية” التي أحدثتها جولة المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين على المسؤولين اللبنانيين، خيّم صمت مشوب بالحذر على المجتمع السياسي اللبناني اليوم، وكأن الجميع منشغل ب”فك شيفرة” الرسائل الأميركية التي حملها هوكشتاين الى من التقاهم. إلا أن هذا الصمت المفتعل بدا غير منطقي لأن الرسالة الأميركية لم تكن “مشفّرة” على الإطلاق، بل بالعكس تمامًا كانت واضحة جدًا ومختصرة جدًا الى حد البساطة: أيها اللبنانيون، تجنبوا أن يصيب بلدكم ما أصاب غزة. وتكمن أهمية التحذير الأميركي الأخير في أنه يأتي في ظل توسّع العمليات العسكرية في الجنوب خارج نطاق قواعد الاشتباك الحدودي، ويهدد فيما لو استمر بانزلاق الوضع الى حرب مدمّرة.

في تطورات الساحة الجنوبية، تواصل القصف المدفعي الاسرائيلي على القرى الحدودية اللبنانية حيث تعرّضت أحراج السنديان في المنطقة الواقعة بين بليدة ومزرعة حلتا والسلامية في قضاء حاصبيا للقصف. كما استهدف القصف

اطراف الناقورة ومنطقة اللبونة وصولًا الى خراج بلدة رميش. وافيد عن إستهداف منزل وسط بلدة حولا بقذيفتين، في وقت سقطت قذيفة في وسط البلدة من دون ان تنفجر، قام الجيش اللبناني في وقت لاحق بتفجيرها. وسقطت قذائف مدفعيّة وقنابل مضيئة على أطراف بلدة راشيا الفخار- العرقوب، وعلى أحراج بلدة حلتا وخراج بلدة كفرشوبا، وسط تحليق لطيران الإستطلاع الإسرائيلي. كما تعرضت ميس الجبل وبليدا لقصف معاد عنيف. كما قصفت إسرائيل بالقذائف الفوسفورية أطراف بلدة عيتا الشعب، واطقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا بغية حرق الاراضي الزراعية

عمليات “الحزب”

من جهته،استهدف “حزب الله” بالأسلحة المناسبة قوة مشاة إسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا ‏وأوقع فيها إصابات مؤكدة. وقالت المقاومة الاسلامية في بيان: “ردًا على العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة ‏الإسلامية هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المباشرة قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف ‏وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح”. واعترف الناطق العسكري الإسرائيلي بالعملية، معلنًا “إصابة جنديين في إطلاق صاروخ مضاد للدروع”. كما اعلن “حزب الله” انه استهدف موقع بياض بليدا بالاسلحة المناسبة. كما افيد عن تعرض محيط موقع الجرداح الإسرائيلي لنيران مباشرة من لبنان.

وعصرا، حلقت طائرة استطلاع اسرائيلية فوق القطاعين الغربي والاوسط لا سيما فوق الناقورة مرورا بقرى الضهيرة، يارين، مروحين، رامية، عيتا الشعب وصولا الى بنت جبيل ومارون الراس ويارون .
وكانت تلك القرى شهدت قصفا اسرائيليا متقطعا.

“اليوم التالي”

وفي ظل استمرار التعادل السلبي كنتيجة للمبارزة بالنقاط المستمرة على الحدود اللبنانية، تتجه الأنظار إقليميًا ودوليًا الى التطوّرات العسكرية في غزة. وفيما تؤكد اسرائيل اقترابها من السيطرة الميدانية على الوضع، اتجهت تصريحات المسؤولين الدوليين الى التركيز على مستقبل غزة وعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية بعد “حماس”، ما يوحي بأن نهاية الحرب بدأت تلوح في الأفق، وبأنه بات ضروريًا وضع الترتيبات اللازمة للمرحلة المقبلة.

وفي هذا الإطار، ظهرت بوادر خلاف أميركي – إسرائيلي حول “اليوم التالي” لما بعد انتهاء الحرب ضد حركة “حماس”. فبينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بلاده ستتولى “المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة لفترة غير محددة”، سارعت الولايات المتحدة إلى تأكيد معارضتها “إعادة احتلال” القطاع. وصرّح المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل في تعليق على تصريح نتنياهو: “بشكل عام، لا نؤيد إعادة احتلال غزة، ولا إسرائيل تؤيد ذلك”. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تدعم أية إعادة توطين بشكل قسري للفلسطينيين خارج غزة، و”هذا ليس أمراً مطروحاً على الطاولة”.

وفي ما بدا أنه تصويب لتصريح نتنياهو، أكد مسؤول إسرائيلي رفيع اليوم أن بلاده لا تنوي احتلال قطاع غزة أو السيطرة عليه لفترة طويلة.

حل الدولتين

من جهته، قال أمين عام الأمم المتّحدة أنتونيو غوتيريش: “نأمل بعد انتهاء حرب غزة أن تكون هناك نقطة انطلاق لمفاوضات جادّة تتعلّق بحلّ الدولتين”.

كما نقلت وكالة “رويترز” عن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن “النتيجة المرغوبة من الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس هي التحرك صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام”، مجددًا تأكيد تأييد بلاده لحل الدولتين.

وأضاف في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في اليابان: “في المدى القريب لا يمكن تجنب أن يكون لإسرائيل مسؤولية أمنية لأن لديها قوات في قطاع غزة”. وتابع قائلا: “لكن رؤيتنا هي التحرك بأسرع وقت ممكن صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام كأفضل نتيجة مرجوة”.

حرب غزة

ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضربات جوية على قطاع غزة قتلت محسن أبو زينة القيادي البارز في حركة “حماس” المسؤول عن صنع الأسلحة وعددا من المقاتلين في الحركة، في وقت استهدف الهجوم الجوي والبري الموسع شبكة أنفاق متشعبة تحت القطاع المحاصر. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته طوّقت مدينة غزة بالكامل، وقال إنها تتقدم صوب قلب المدينة، بينما قالت “حماس” إن مقاتليها كبدوا قوات العدو الإسرائيلية خسائر فادحة. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أيضا أن اشتباكات وقعت بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية قرب مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة.

حصيلة جديدة

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 10569 شهيدا بعد شهر على اندلاع الحرب مع إسرائيل. وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة: “ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 10569 شهيداً، من بينهم 4324 طفلا، و2823 سيدة، و649 مسنا، وإصابة 26475 مواطناً منذ السابع من تشرين الأول الماضي”.

وأكدت “حماس” أن إسرائيل استهدفت 120 مؤسّسة صحية في غزة، ودعت المؤسّسات الأمميّة والدولية للقيام بواجباتها. كما اتهمت الحركة “الأونروا” بأنها تركت مئات الآلاف في شمال قطاع غزة بلا ماء أو غذاء أو علاج.

هدنة مقابل رهائن

من جهة ثانية، وبينما تتردد في الكواليس الدولية أنباء أصبحت شبه أكيدة عن هدنة إنسانية في غزة ليومين أو ثلاثة أيام في مقابل إطلاق سراح عدد من الرهائن الأجانب لدى الحركة، أقرّت “حماس” بالأمر مؤكدة أنها ستطلق سراح المحتجزين الأجانب عندما تسمح الظروف الميدانية بذلك.

وأكدت مصادر مصرية مشاركة القاهرة في هذه المفاوضات، وقالت إن مصر⁩ تقترب من التوصل إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين. وتواصل مصر جهودها لوقف النار في غزة وتسهيل وصول المساعدات، حيث وافقت على نشر فريق أممي لتقديم المشورة بشأن توصيل المساعدات لغزة سيتخذ من مدينة العريش القريبة من رفح مقرا له.

كما دخلت قطر على خط الوساطة حيث نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر مطلع على المحادثات قوله: “تجري مفاوضات بوساطة قطرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتأمين إطلاق سراح 10 إلى 15 رهينة مقابل وقف إطلاق نار لمدة يوم أو يومين في غزة.”