حصاد اليوم- لودريان “يختصر” لقاءه بباسيل بسبب التمديد لعون ومناوشات على الحدود تخرق مفاعيل هدنة غزة

حصاد اليوم- لودريان “يختصر” لقاءه بباسيل بسبب التمديد لعون ومناوشات على الحدود تخرق مفاعيل هدنة غزة

الكاتب: beirut 24
30 تشرين الثاني 2023

في اليوم الثاني من جولته على المسؤولين السياسيين في لبنان، بدا الموفد الرئاسي الفرنسي مربكًا في تحديد أولويات الملفات التي يبحثها مع مستقبليه. وبينما تركزت محادثات لودريان في بيروت امس على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية على قاعدة “الخيار الثالث”، تقدّم ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون ليحتل المرتبة الأولى في محادثاته مع من التقاهم اليوم، وكان السبب في خلاف بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فاختصر زيارته الى ميرنا الشالوحي ولم تدم محادثاته مع باسيل إلا دقائق قليلة. وبالتزامن مع تشديد الموفد الفرنسي أمام محادثيه على ضرورة منع تورّط لبنان في حرب مدمّرة مع إسرائيل، كان الهدوء المخيّم على الحدود الجنوبية منذ بدء الهدنة في غزة يتعرّض للاهتزاز المحدود.

فقد بقيت جولة لودريان في يومها الثاني الحدث السياسي في لبنان، وكانت المحطتان الأبرز اليوم زيارتين ل”حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. وفيما بقيت الاولى محاطة بجدران من الكتمان، لم تنته الثانية على ما يرام، اذ أفيد ان قضية التمديد لقائد الجيش وتّرت الجو مع طرحها من الضيف الفرنسي .

لقاء الدقائق القليلة

واستهل المبعوث الفرنسي نشاطه صباحا من حارة حريك حيث التقى، يرافقه السفير الفرنسي هيرفي ماغرو، رئيسَ كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، في مقر الكتلة. بعدها توجه لودريان الى ميرنا الشالوحي حيث التقى باسيل وغادر من دون الادلاء بتصريح. وافيد ان اللقاء لم يدم الا دقائق قليلة، وقد غادر الموفد الفرنسي بعد خلاف على طرحه ضرورة التمديد لقائد الجيش. ولاحقا، اوضح المستشار السياسي لباسيل انطوان قسطنطين في تصريح تلفزيوني، أنّ “الجديد الوحيد في لقاء اليوم، أنّ باسيل فوجئ بطلب الموفد الفرنسي التّمديد لقائد ​الجيش اللبناني​، فكان جوابه أنّ هذا الأمر مخالف للدستور والقوانين، وأنّ “التّيّار” لن يكسر المبادئ الّتي طالما سار على أساسها”.

من ميرنا الشالوحي توجه لودريان الى الصيفي حيث التقى رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل الذي اكد بعد اللقاء أن “المشكلة ليست عند المعارضة بل عند حزب الله المُتمسّك بمرشحه والرافض لأي كلام حول إسم آخر، وبات مصدر التعطيل واضحاً”، لافتا إلى أنه “لا يُمكن المساواة بين المُعطّل والذي يحضر جلسات انتخاب الرئيس”. وشدد الجميل على “أننا بحاجة الى مؤسسة وطنية عسكرية جامعة لتطبيق الـ1701 وتثبيت سيادة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية”، مطالبا بـ”عدم زعزعة قيادة الجيش في هذه الفترة، وبتطبيق القرار 1701 والقرارات الدولية وضبط السلاح في يد الجيش اللبناني”، معتبرا “أن لا دولة اليوم في لبنان فحزب الله هو الدولة”.

مرحلة الأسماء

وقرابة الاولى، لبى النائبان ميشال معوض وفؤاد مخزومي دعوة الموفد الفرنسي إلى غداء عمل في قصر الصنوبر، ثم التقى النواب مارك ضو وميشال دويهي ووضاح الصادق، فكتلة “الاعتدال الوطني”. وقال ضو في حديث صحافي: لودريان أكد انه لم يلمس اي اصرار لدى أي طرف على مرشح رئاسي معيّن والكل منفتح على الخيار الثالث ونحن أكدنا على ضرورة الانتقال الى مرحلة الأسماء.

في الاثناء، استقبل قائد الجيش في اليرزة رئيس أركان الدفاع البريطاني الأدميرال توني راداكين الذي أكد أهمية دور المؤسسة العسكرية في حفظ أمن لبنان واستقراره خلال هذه المرحلة الاستثنائية، لافتًا إلى استمرار دعم بلاده لها. في المقابل، أعرب العماد عون عن تقديره للدعم البريطاني المتواصل.

في المواقف الخارجية، كتبت السفارة الأميركية في بيروت على حسابها عبر منصة “إكس”: “لا نزال نشعر بالقلق إزاء احتمال امتداد هذا الصراع (في غزة) إلى ما هو أبعد. وعلى وجه الخصوص، لا تريد الولايات المتحدة رؤية صراع في لبنان، حيث سيكون للتصعيد آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، وعلى رفاهية الشعب اللبناني. إن استعادة الهدوء على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أمر في غاية الأهمية”.

خروقات على الحدود

ميدانيًا، تعرض الهدوء الذي يسود الجنوب منذ سريان الهدنة في غزة الجمعة الماضي لبعض الخروق اليوم. فقد سمعت  أصوات قوية في المناطق الحدودية، وافادت المعلومات انها دوي صواريخ اعتراضية  للقبة الحديدية، حيث افيد ان عدداً من القذائف الإسرائيليّة سقط عند أطراف بلدتي رامية ورميش. وكان الجيش الإسرائيلي حذر قبل الظهر من تسلّل طائرة مسيّرة من لبنان. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ صفارات الإنذار دوّت في الجليل الأعلى. ونقلت وكالة “رويترز” عن قوة الأمم المتحدة الموقّتة في لبنان، أنّ إسرائيل ردّت على إطلاق نار من لبنان عبر الحدود. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي ان مقاتلاته “نجحت في اعتراض تهديد جوي اجتاز الأراضي اللبنانية باتّجاه إسرائيل”. وحلقت مسيّرات إسرائيلية على علو منخفض فوق بلدات جنوبية. وبعد الظهر أفيد عن سقوط 6 قذائف إسرائيلية بالقرب من موقع قوات “اليونيفيل” الدولية في أطراف مروحين، وأخرى في أطراف راميا.

وفي شأن متصل، وبينما تتجه الحكومة للتعويض على المتضررين من المواجهات جنوبا، اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان “أن الملايين العشرة التي وعدت بها الحكومة تعويضًا للأضرار التي لحقت بالمواطنين والممتلكات في الجنوب من جراء تبادل القصف الصاروخي والمدفعي بين “حزب الله” وإسرائيل، يجب أن يدفعها الوزراء الذين صوّتوا على هذا القرار من جيوبهم، ذلك أنّ أكثرية، وأكثرية كبيرة من الشعب اللبناني لم تفوِّض أحدًا بإطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل حفاظًا على دوره الإقليمي”.

المواعظ لا تكفي

اقتصاديا، عقدت لجنة المال والموازنة مجتمعة برئاسة النائب ابراهيم كنعان وحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، جلسة لمتابعة درس مشروع موازنة 2024 وبعد الجلسة، قال كنعان: “لجنة المال ستنهي مشروع موازنة 2024 بتعديلات جوهرية قبل نهاية كانون الثاني ولن تسمح للحكومة باصدار صيغتها بمرسوم، وعلى الكتل النيابية تحمّل مسؤولياتها والمشاركة في جلسة الموازنة لأن المواعظ والتصريحات وحدها لا تكفي لمنع الكوارث”.

اقتصاديا ايضا، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها بدأت يوم الاثنين الواقع فيه 27/11/2023 “بتحرير محاضر لتحصيل قِيم استهلاك الكهرباء من مخيمات النازحين السوريين، بحسب قراءات ما يقارب 900 عداد إلكتروني، والتي بدأ تركيبها منذ حوالي العام لهذه المخيمات على مختلف الأراضي اللبنانية، علماً بأنّه سيتم تركيب المزيد من العدادات لسائر المخيمات التي لم تكن بعد على الجداول المتوفرة لحينه.