أولوية الكثيرين ‏هي الاستثمار الانتخابي لكل شيء

أولوية الكثيرين ‏هي الاستثمار الانتخابي لكل شيء

المصدر: النهار
30 آذار 2022

كشفت مبادرة ميقاتي الى ‏طلب طرح الثقة النيابية بحكومته ومن ثم إعلانه لاحقا ان الحكومة ليست في وارد ‏الاستقالة لئلا تطير الانتخابات، بالحد الأدنى، مدى الاحراج الكبير الذي بات يحاصر الحكومة ‏والمجلس بإزاء اشتداد الازمات والتعقيدات المتراكمة والمرشحة للتراكم اكثر فاكثر تباعا ‏في الطريق الى إتمام الاستحقاق على افتراض انه سيكون محطة مفصلية بين المرحلة ‏السابقة للانتخابات والمرحلة اللاحقة لها. وأفادت معلومات في هذا السياق ان ردود الفعل ‏النيابية والملاحظات على مشروع الكابيتال كونترول استجمعت في اطار عمل حكومي ‏يجري راهنا لادخال تعديلات واسعة على المشروع ووضعه في صياغة معدلة ضمن ‏مشروع قانون متكامل لإقراره وإحالته على مجلس النواب بما امكن من وقت سريع قبل ‏الانتخابات. وعلم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري ابدى استعداده في حال انجاز مشروع ‏قانون للكابيتال كونترول وإحالته على المجلس، لعقد جلسة تخصص له في منتصف ‏نيسان‎.‎

وبدا واضحا ان التوظيف النيابي الواسع الذي قوبل به طرح مشروع الكابيتال كونترول ‏والمبارزة في تسديد الانتقادات التي وجهت في شأنه الى الحكومة، اثار غضب الرئيس ‏ميقاتي فلم يمرر فرصة الجلسة النيابية ووجه تحديا الى القوى السياسية، محذرا من مغبة ‏الاستمرار في “النهج المصلحي الانتخابي”.

وقالت مصادر حكومية معنيّة عن خلفيات موقف ميقاتي انه منذ فترة، لاحظ أنّ الأمور ‏بدأت تسلك منحى آخر يتمثل بعودة المناكفات السياسية لدى طرح أي خطوة إصلاحية من ‏كل الاطراف ولا سيما التي أعلنت دعمها للحكومة، إضافة إلى تأخير واضح في تنفيذ ‏الخطوات الاصلاحية المطلوبة كشرط اساسي من الجهات الدولية التي عبرت عن دعمها ‏للبنان وحذرت من تداعيات التأخير في اقرار الإصلاحات. وأضافت المصادر ان اللقاءات ‏الخارجية التي يعقدها رئيس الحكومة بهدف تجييش الدعم للبنان في كل المجالات، أظهرت ‏إرادة دولية وعربية قوية لدعم لبنان مشروطة بتنفيذ اللبنانيين ما هو مطلوب منهم من ‏خطوات اصلاحية، الا ان الاداء الذي بدأ يظهر في مقاربة الملفات يوحي أنّ أولوية الكثيرين ‏هي الاستثمار الانتخابي لكل شيء فيما أولوية رئيس الحكومة معالجة الملفات المطروحة ‏وتنفيذ الاصلاحات ووضع الأمور على سكة المعالجة . وشدّدت على أنّ ما طرحه ميقاتي ‏في الجلسة النيابية هو جرس إنذار لكل الأطراف من خطورة ما قد يحصل في حال استمر ‏التعاطي مع المعالجات المطلوبة على النحو الحاصل”. وحذرت من خطورة التأخير في ‏مواكبة المعالجات الحكومية المطلوبة ودعمها، خصوصًا حياتيًا وماليًا واقتصاديًا. وأكّدت ‏المصادر إصرار رئيس الحكومة على عقد جلسة مناقشة عامة للحكومة يصار خلالها الى ‏طرح كل الملفات علنًا وعرض كل المواقف والتوجهات، ومن ثم طرح الثقة بالحكومة ليبنى ‏على الشيء مقتضاه لأن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو‎.‎