خاص-اذا كنتم ترضون بهذا اللبنان… فخسئتم

خاص-اذا كنتم ترضون بهذا اللبنان… فخسئتم

الكاتب: أسعد نمّور | المصدر: Beirut24
3 حزيران 2022

لطالما كان وطني، بلد الجمال والغنى ومحصّلة العرب وملعب طموح الشباب، فبوقت كان السلام يسكن في طيّات بيروت والفرح عائشًا في جبال منطقة بعلبك، والامل يرقص على شواطئ صيدا وصور، بالرغم من الفساد المتتعشش في كلّ زاويةٍ من زواياه وفي كلّ قطاعاته، كان للشباب أحلامٌ تتحقّق فوق سيادةِ أراضيه.

إلّا أنّ تدخّلات يد الشرق والمتوجّهين شرقًا نحو محورٍ لا يشبهنا ولا يشبه عاداتنا ولا تقاليدنا ولا نمط حياتنا، سلب السّلام من طيّات مدينة الحرف وعوّض لها بموادٍ متفجّرة، واجتثّ الفرح من جبال بعلبك وزرع مكانها قواعد صاروخية تسقيها دمعات الثكالى يومًا بعد يوم، والبس الأمل ثوب الحداد ليس فقط في صيدا وصور بل على طول الامتداد، فجعل من لبنان مقبرة أحلام الشباب متذرّعًا بأن المقاومة تتجلّى باستشهادهم والفردوس لا يكتسب إلّا بهذه الطريقة.

ومن سلم من كلّ ذلك، حزم أمتعته، تاركًا فؤاد والدته يتلوّى من ألم الفراق، وجسد والدٍ ضعيفٍ أثقلته صعاب أيام الشباب ليربّي ابنًا ويوصله الى أسمى درجات العلم والثقافة، فتأتي طبقةً سياسية همّها الوحيد تغيير الإيديولوجيا اللبنانية وتسلخه من كنفِه، حتى تحوّل لبنان الى بلدٍ عجوزٍ كثر فيه الجيلُ الأشيب العاجز عن تحريك العجلة الاقتصادية.

كانت شوارع بيروت، ايّام ثقافة الفرح والحياة تغصّ بالشباب بين سهراتٍ و”كزدرةٍ” او حتى في أوقات العمل، فتحوّلت اليوم وفي عهد ثقافة الموت، الى مدينة أشباحٍ ليليّة ترعب من يمرّ بها، وفي الصباح وكقصص الماضي تلتقي بهرِمٍ يلهو مع صديقه في قهوةٍ، وآخرٌ يلعب الطاولة.

أهذا هو لبنان الذين ترضون به؟ أهذا هو البلد الذي يناسبكم؟ أهذا هو نمط الحياة المثالي بالنسبة لكم؟ اذا كان جوابكم نعم فخسئتم، فلبنان وبالرغم مما تحاولون ان تصنعوا به سيبقى وطن الحياة والسعادة، وسينفض غبار الدمار عن كاهله، وسوف يحقق الاسطورة وكطائر الفينيق سيقوم من تحت ردم خطاياكم ليحلّق من جديد.