واشنطن تتوقع سقوط كييف بـ 72 ساعة إذا غزتها روسيا الاستخبارات الأميركية تقدر مقتل 50 ألف مدني و25 ألف عسكري أوكراني واندلاع أزمة لاجئين

واشنطن تتوقع سقوط كييف بـ 72 ساعة إذا غزتها روسيا الاستخبارات الأميركية تقدر مقتل 50 ألف مدني و25 ألف عسكري أوكراني واندلاع أزمة لاجئين

المصدر: الجريدة الكويتية
7 شباط 2022

نقلت شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية عن مصادر متعددة في الكونغرس، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي أبلغ المشرعين الأميركيين بأن العاصمة الأوكرانية “كييف” قد تسقط في غضون 72 ساعة، إذا حدث غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا.

وبحسب المصادر نفسها، فقد توقع ميلي خلال جلسات إحاطة مغلقة في 2 و3 فبراير أن غزواً روسياً واسع النطاق لأوكرانيا قد يكلف 15 ألف جندي أوكراني قتلى و4000 جندي روسي.

ونقلت وسائل اعلام أميركية، أمس، عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن الاستخبارات الأميركية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنه بات لديها فعلياً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه.

ووفقاً لهؤلاء المسؤولين الذين أبلَغوا بذلك الأعضاء المنتخبين في الكونغرس الأميركي والشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة، فإنه بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي تعزيزاته حول أوكرانيا، ستكون لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات كافية (150 ألف جندي في منتصف فبراير) لتنفيذ غزو واسع.

وأشاروا إلى أن الاستخبارات الأميركية لم تحدد ما إذا كان الرئيس بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل.

وإذا اختارت موسكو اللجوء إلى غزو واسع، فيمكن لقواتها تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة، وفقاً لهؤلاء المسؤولين.

وحذروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة إذ قد يسبب مقتل ما بين 25 و50 ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، وما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف جندي روسي. كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصاً إلى بولندا.

ووصلت مجموعة أولى من الجنود الأميركيين أمس الأول، إلى بولندا بعد قرار الرئيس جو بايدن إرسال تعزيزات للدفاع عن دول حلف شمال الأطلسي “ضد أي عدوان”، وسط حركة دبلوماسية حثيثة تستهدف إقناع موسكو بسحب قواتها المحتشدة عند حدود أوكرانيا.

كما أعلنت موسكو عن “مناورات عسكرية” مشتركة مع بيلاروس حيث حشدت كتائب عدة شمال كييف وفي منطقة بريست غير البعيدة عن الحدود البولندية.

وبحسب خلاصات الاستخبارات الأميركية، تواصل روسيا تكوين قاعدة عسكرية كبيرة حول أوكرانيا. وقبل أسبوعين، تمركزت 60 كتيبة تابعة لجيش البر في شمال أوكرانيا وشرقها وجنوبها، ولاسيما في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

لكن الجمعة، كانت هناك 80 كتيبة، بينما هناك 14 أخرى في طريقها إلى المنطقة من بقية أنحاء روسيا، خصوصاً من فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.

ووصل نحو 1500 جندي من “قوات العمليات الخاصة” (سبيتنسناز) قبل أسبوع إلى المنطقة الحدودية مع أوكرانيا، بحسب هؤلاء المسؤولين.

وأشاروا إلى وجود قوة بحرية روسية كبيرة في البحر الأسود مزودة خصوصاً بخمس مركبات برمائية يمكن استخدامها لتنفيذ إنزال على الساحل الجنوبي لأوكرانيا.

ولفتوا إلى أن ست مركبات أخرى من هذا النوع شوهدت وهي تغادر بحر بارنتس، شمال روسيا، وتلتف حول بريطانيا قبل عبورها مضيق جبل طارق، متجهة على ما يبدو إلى البحر الأسود.

كما نشر الجيش الروسي طائرات مقاتلة وقاذفات صواريخ وبطاريات مضادة للطائرات حول أوكرانيا.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية الخميس أن لديها أدلة على أن موسكو تخطط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير مهاجمة كييف، لكن موسكو وخبراء أوروبيون قللوا من أهمية الادعاء الأميركي.

الى ذلك، أفادت صحيفة “ميرور” أن أكثر من 100 عنصر من قوات النخبة الخاصة البريطانية أرسلوا إلى أوكرانيا، وسط المخاوف من “غزو روسي وشيك”.

ووفقاً لبيانات الصحيفة، تعمل عناصر وحدات من الخدمة الجوية الخاصة (SAS) وخدمة القوارب الخاصة (SBS) وفوج الاستطلاع الخاص (SRR) ومجموعة دعم القوات الخاصة (SFSG) البريطانية، في أوكرانيا كمستشارين عسكريين، ورجحت الصحيفة أن هؤلاء يدربون القوات الخاصة في الجيش الأوكراني على “مكافحة التمرد” والقنص وتنفيذ عمليات تخريبية.

ولفتت “ميرور” إلى أن 1500 عسكري بريطاني آخرين على الأقل، من الذين سبق أن تدربوا على خوض القتال في فصل الشتاء، منتشرون الآن في إستونيا المجاورة لروسيا.

وكانت بريطانيا قد أرسلت عدداً من الطائرات المحملة بمعدات عسكرية وأسلحة فتاكة إلى أوكرانيا، وطرحت خطة لزيادة تواجد الناتو في شرق أوروبا، على خلفية التصعيد الحالي.

وقبيل زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى موسكو وكييف للوساطة، اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أمس، على لسان ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس، أنّ «فرص إيجاد حل دبلوماسي لخفض التصعيد أكبر بكثير من التهديد بتصعيد جديد».

وأكدت الولايات المتحدة، أمس، أن الهدف من إرسال قواتها ليس «إشعال» حرب مع روسيا، بعدما نشرت 3000 جندي إضافي في ألمانيا وأوروبا الشرقية، في ظل الخلاف مع موسكو بشأن أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سولفيان، لشبكة «فوكس نيوز»، إن «الرئيس كان واضحا على مدى شهور بأن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا بأوكرانيا»، مضيفا: «أرسلنا قوات إلى أوروبا للدفاع عن أراضي دول منضوية في حلف شمال الأطلسي».