العام الجامعي مهدد والاساتذة يناشدون الطلاب.. انتفضوا!

العام الجامعي مهدد والاساتذة يناشدون الطلاب.. انتفضوا!

المصدر: المركزية
2 أيلول 2022

مع انطلاق العام الدراسي الجديد في الجامعات الخاصة، يتسلل القلق والخوف تدريجيا الى نفوس طلاب الجامعة اللبنانية حيال مصير عامهم الدراسي الماضي وهو الذي لم يُستكمل بعد، بسبب الظروف المادية الصعبة التي تمرّ بها الجامعة وإضراب الاساتذة حتى تحقيق مطالبهم. فمن يدفع الثمن وهل من حلّ؟

رئيس رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عامر حلواني يقول لـ”المركزية” ان “العام الدراسي مهدد، بل وجود الجامعة مهدد بكيانها، لأن لا أحد يفتش عن حلّ. كل يوم نسمع ان استاذا ترك الجامعة، هذا التسرب خطير، لكن الاساتذة لا يمكنهم الاستمرار وأدنى مقومات العيش غير متوفرة لهم، لذلك الاضراب شر لا بد منه، وبمثابة إعلاء الصوت كي يتحرّك أحد ما وينقذ هذه الجامعة، هذا في حال وجِد من ينبري لإنقاذها”، مشيرا الى ان “التفكير مشلول، ونحن مندهشون مما يحصل ولا من يحرك ساكنا. راتب الاستاذ لا يكفيه لتأمين قوت يوم واحد وفي المقابل لا أحد يهتم لشؤون الجامعة”.

ويضيف: “أصدرت الحكومة ثلاثة مراسيم لمساعدة الاساتذة في مطلع هذا العام، لكن حتى الآن ما زالت حبرا على ورق. هناك استهتار بالجامعة بشكل غير طبيعي. يهمنا ان تنظر الدولة الى الجامعة بعين الاهتمام الى حد ما، لا نطلب معجزات بل ادنى مقومات العيش للاستاذ، كي يتمكن من الوصول الى الجامعة وتعليم الطلاب كما يجب. المطلوب الحد الادنى من الكرامة”.

وعن اموال الـpcr يقول حلواني: “ذهبت باتجاه منحى قضائي والله اعلم متى سيتم البت بها، فالجميع يعرف كيفية سير الامور في لبنان. هناك مؤسسات مصرة على إعطاء الجامعة أقل من حقها، ولكن في المقابل، الجامعة غير قادرة على القبول بأقل من حقها، خاصة بعد ان صدر حكم قضائي ينصفها، ومن شأنه في حال تطبيقه ان يحل قضية الجامعة مدة سنة او سنتين، للاسف ان اموال الـ pcr وضع اليد عليها”.

وعن عدم إنجاز الطلاب الامتحانات النهائية بعد، يجيب: “الطلاب اولادنا ولكن المطلوب منهم التحرك اكثر. فلو تحرك 80 الف طالب حتى لو ضد اساتذتهم فلا مانع، لأن الجلوس في المنزل والسكوت ليس حلا”، متمنياً “الخروج من هذا النفق المظلم القاتم في وقت قريب”.

ضاهر: من جهته، يعتبر الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر ان “مصير الجامعة الى زوال او الى التهميش النهائي كما حصل مع المدرسة الرسمية، والجامعة قادمة على كارثة كبيرة جداً، خلاصتها أبعد من المطالب وحقوق الاساتذة وكل المفاوضات التي تحصل مع السلطة والوزارة وجهود وزير التربية وغيره، هناك كارثة كبيرة، حيث ان من أصل 80 ألف طالب، هناك بين 30 و50 الف طالب لن يتعلموا، وسيكونون مشاريع بطالة ومخدرات و”خزمتشية” لدى الزعماء والميليشيات، أكثر من ذلك، لبنان سيمرّ في فترة فراغ من الشباب الذين يملكون المهارات والقادرين على الانتاج فكريا وادبيا، لبنان سيخسر الكثير”.

ويضيف: “اصدروا ثلاثة مراسيم لرفع راتب الاستاذ من دون ان تدخل هذه الزيادة في أساس المعاش، فيصبح ما يتقاضاه يساوي نحو 13 مليون لم يحصل عليها الاستاذ بعد، رغم أنها لم تزل غير كافية نظرا الى ارتفاع سعر الدولار والبنزين. وحتى لو تمّت زيادة راتب الاستاذ، فيجب في المقابل تجهيز الكليات من قرطاسية وحبر واوراق لطبع المستندات والامتحانات تنظيف الكليات وإضاءة القاعات، فمن أين ستأتي الجامعة بالاموال؟ فالاستاذ يحتاج الى راتب من جهة والى تأمين المصاريف التشغيلية للجامعة، وهذا كله غير مؤمن.

يحاول المسؤولون وقف الاضراب، لكن تعليقه يعني قبول الاساتذة برشوة، لأن ما سيتقاضاه فتات وزيادة مؤقتة، لأن لا احد يعرف إذا ما كانت المالية ستتمكن في المستقبل من دفع هذه المستحقات”، لافتا الى ان “52 مليون دولار للجامعة من أموال الـpcr اختفت، في حين ان موازنة الجامعة أصبحت 12 مليون دولار، وهذه الاموال في حال تحصيلها يمكنها ان تساعد الجامعة على النهوض مجدداً لحين تحسن الاوضاع”.

أما عن المساعدات الخارجية، فيؤكد ضاهر ان “الجامعة لا ولن تحصل على المساعدات لأن المؤسسات الدولية او الدول عامة لن تعطي أموالا الى اي مؤسسة رسمية، بل تفضل العمل مع مؤسسات نزيهة وجديرة بالثقة”، مشيرا الى اننا كـ تجمع “جامعيون مستقلون من أجل الوطن” نحاول ايجاد حلول للجامعة المريضة المنازعة. لن نحاسب ونسأل عن الفساد وكيف وصلنا الى هنا، بل سنحاول ايجاد الدواء لإعادة إحيائها، لأن الجامعة في مرحلة الموت السريري. لن نفتش عن العلة بل عن كيفية مداواة المعلول، وذلك من خلال دعم الاساتذة كي يصمدوا ومساعدة الطلاب للوصول الى كلياتهم. المطلوب تأمين أقله 500 دولار للاستاذ كي يتمكن من العطاء. ليطبقوا قرار القاضي فوزي خميس الذي أصدر قرارا منذ حزيران 2021 بإعادة أموال الـpcr للجامعة”، مؤكداً ان أهالي طلاب اللبنانية لا يمكنهم إرسال أبنائهم الى الجامعات الخاصة، وقد بدأت تتقاضى أقساطها أو قسما منها بالدولار. ما يحصل ابتزاز للأهل والطلاب وللاساتذة. لبنان فقد وجهه الحضاري”.

ويتابع: “الطلاب هم الحلقة الاضعف في الجامعة، إذ يمكن للاستاذ ان يترك ويتفش عن عمل آخر حتى لو في غير مجال تخصصه. لذلك، أدعو للطلاب وبإخلاص ان يتضامنوا مع الاستاذ وينزلوا بأعداد كبيرة الى الشارع ويرفعوا الصوت لإنقاذ الجامعة، لأن صرختهم تختلف عن الاساتذة وتترك أثراً شرط أن يكون العدد بالآلاف، بغض النظر الى اي حزب ينتمون لكن البكاء على الاطلال وعلى عامهم الدراسي الذي خسروه دون التحرك لن يفيد”.