خاص- ليتك لم تنتخب رئيسًا

خاص- ليتك لم تنتخب رئيسًا

الكاتب: أسعد نمّور | المصدر: Beirut24
14 أيلول 2022

بالرّغم من أنّ الرئاسةَ لا تليقُ إلّا بك، ليتك لم تنتخب رئيسًا، ليتك لم تنتخب رئيسًا لشعبٍ لم يستطع أن يقف وقفةَ عزٍ بوجه بطش السياسيين الذين امتصّوا دماءه ودماء أبنائه، ليتك لم تنتخب رئيسًا لشعبٍ من بعد استشهادك لم يخرّج بشيرًا واحدًا وليس٦٠ ألف بشيرٍ.

يا ليتك بقيت رأس المقاومة المسيحيّة، فلربما لم يجرؤ مسعورو نظام حافظ الأسد السوري على التفكيرِ باغتيالك، ولم يستشهد باستشهادك حلم الجمهورية القويّة.

ماذا لو حكم بشير الجميل؟ كيف كان ليكون وطن الارز؟ فبعشرين يومٍ ويوم عاد لبنان سويسرا الشرق، وعاد النظام الى الدوائر الرسمية والى مفاصل القضاء واروقة المؤسسات الرسمية، كيف لو استمرّ الحكم لمدّة ٢١٩٠ يومًا؟

كيف اتخيّل لبنان بعهد البشير؟

على خلاف ما أراه اليوم في هذا العهد المشؤوم، أتخيّل أنّ لبنان في عهد البشير يكون على الشكل التالي، دولة يكون فيها السلاح بيدِ المؤسسات العسكريّة حصرًا، جيشٌ واحدٌ موحّدٌ بيده تكون قراراتُ السلمِ والحرب، دولة حياد ناشط لا تدخل في صراعات لا ناقةَ لنا فيها ولا جملُ، دولة لا تتبع لأيّ محورٍ، دولة يكون فيها الرئيس هو الحاكم لا الحاشية ولا الجالية ولا العائلة ولا “الصهر”، دولةٌ تهتمُّ بقدرات شبابها وتحافظُ عليها، دولة ينعم شعبها بالكهرباء وغيرها من الحقوق التي سلبها منّا مسؤولونا، دولةٌ مزدهرة على جميع الأصعدة… أتخيّلُ لبنان في عهد البشير فعلًا لبنان الحلم.

يا فخامة الحلم، كم من الوقت سيستغرق حكّام بلادنا ليعرفوا أنّ الفخامة تُؤخذ بالأفعال والمواقف ولا تُعطى بالألقاب؟ كم من وقتٍ سنرزح تحت حكم حكّامٍ لم يأخذوا من أفعالك ربع فعلٍ ولم يفهوا من حكمِكَ حكمةً واحدةً ليستدركوا أنّ الأوطان لا تبنى بالتبعيّة والارتهان؟ عذرًا يا بشير فوطن الحلم الذي كنت تخطّط وتجهد لبنائهِ استشهد تحت حطام بيت الكتائب في ١٤ أيلول ١٩٨٢.

عذرًا بشير لأنّنا دمّرنا حلمك، عذرًا لأن من بعد استشهادك لم يأت أيّ بشير، عذرًا لأننا حوّلنا “سويسرا الشرق” الى بلد الكبتاغون وجمهورية العشرين يومًا ويوم الى جمهورية موز، ولكن كلّنا أمل أن نصل في السنة الأربعين لاستشهادك الى انتخاب رئيسٍ قراره لبناني لا يساوم ولا يهادن بل يقف وقفة عزٍّ بوجه كلّ من يحاول اغتصاب بلد ال١٠٤٥٢ كلم مربّع، ويحاول انقاذ ما تبقّى من الجمهورية اذا صحّت تسميتها بالجمهورية.