خاص: وأخيرًا لبنان بلد نفطي!

خاص: وأخيرًا لبنان بلد نفطي!

الكاتب: ريتا رعد | المصدر: Beirut 24 | التاريخ: نوفمبر 8, 2022
8 تشرين الثاني 2022

وأخيرًا أصبح لبنان بلدًا نفطيًّا. حلم تحقق بعد معاناة مريرة. حلم انتشل اللبناني وبسحر ساحر من قعر جهنّم فنفض عنه غبار البؤس والعوز والجوع. انتفض وتمسّك بحياة ماسيّة نفطيّة. فمن يراقب الشارع في الآونة الأخيرة ير واضحًا جليًّا أنّ اللبناني  إما صدّق الوهم وراح يعيش تفاصيله الورديّة إما أنّ ما عاشه في السّنوات السابقة من ثورة وجوع وذلّ وموت على أبواب المستشفيات ما كان إلّا كابوسًا وقد انزاح عن صدره فاستيقظ منه وعاد سنوات إلى الوراء وكأنّ شيئًا لم يكن. وفي الحالتين فالأمر مقلق. عادت الحياة إلى لبنان ولكن كيف؟

 أرتال من السيارات تستوطن الشوارع فمن أين القدرة على ملء الخزان بالوقود الملتهِب؟ الفنادق والمطاعم والنوادي الليلية “مفَولين ما في محلّات”.

المحال التجاريّة تعجّ بالمتسوقين المدججين بالمشتريات والدفع بالدولار طبعًا. حجوزات السّفر للترويح عن النّفس والاسترخاء عادت إلى سابق عهدها عروضات من هنا وأخرى من هناك واللبناني سائح بالفطرة.

باختصار من يراقب المشهد المحلي ير في أنّ الهوّة اتّسعت بين فئتين: فئة ما زالت تستجدي القوت اليومي والدواء وفئة عادت إلى حياة الرفاهية والبحبوحة والتبذير. فأين القطبة المخفيّة؟

هل مجرّد إعلان لبنان بلدًا نفطيّا قادر على الإفراج عن هذا الكمّ من الأموال التي يُقال أنّها هُرِّبَت من المصارف وخُبئت في المنازل؟ أم أنّ اللبناني آمنَ بالدولة النّفطيّة التي ستحوِّل لبنان من جهنم إلى جنّة على الأرض فاتّبع مقولة أُصرُف ما في الجيب يأتك ما في الغيب؟

 الأيام المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذه الأسئلة.