خاص:هل سقطت ورقة عون مع ترشيح بري لفرنجية؟

خاص:هل سقطت ورقة عون مع ترشيح بري لفرنجية؟

الكاتب: جورج العلية | المصدر: Beirut24 | التاريخ: مارس 5, 2023
5 آذار 2023

نقل كلام الرئيس نبيه بري المتدرج صعودًا بتبني ترشيح سليمان فرنجية علنًا واستحالة انتخاب قائد الجيش جوزف عون لتعذر تعديل الدستور، نقل انتخابات رئيس الجمهورية إلى مرحلة جديدة جعلت كلّ من القوى المعارضة والموالية على السواء في سعي دؤوب لفك شيفرتها واستكشاف معالمها .
هل يأتي كلام بري في إطار سيناريو ممنهج ينتهي بانتخاب فرنجية أم هو فقط إعلان واضح لرفض جوزف عون وبالتالي إسقاط ورقته بعد أن بلغ التأييد المحلي والدولي له مرحلة متقدمة أم أنّ هذا كلّه ما هو إلا ردة فعل تصعيدية ردًا على رفض المعارضة دعواته المتكررة للحوار وبالتالي رمي الكرة في ملعب المعارضين وتحميلهم مسؤولية تعطيل جلسات الانتخاب ؟
للاجابة عن هذه الأسئلة كان علينا أولًا استكشاف المواقف الدولية المؤثرة في لبنان وثانيًا معرفة ما إذا كان الثنائي الشيعي قد استطاع فعلًا تأمين النصف زائد واحد لمصلحة فرنجية .
في المواقف الدولية فالأمور ما زالت راوح مكانك فبالرغم من أنّ أطراف اللقاء الخماسي الدولي لا تعترض على ترشيح قائد الجيش جوزف عون إلا أنها منقسمة حول سليمان فرنجية بحيث أنّ فرنسا لا تعارض وصوله من باب الواقعية ضمن تسوية تشمل رئاسة الحكومة وتنفيذ الإصلاحات في حين يعارض كلّ من السعودية وقطر هذا المسار مع تضارب المعلومات حول الموقف الأمريكي بين موافق على فرنجية كما أوحى الكلام الذي نُقل عن السفيرة الأمريكية في بيروت أمام الرئيس بري، وغير متحمس لانتخاب مرشح حزب الله كما نقلت مصادر من داخل الإدارة الأمريكية.
داخليًا وفي ظلّ الانقسام العمودي الكبير في الخيارات بين ثنائي أمل حزب الله والمعارضة المتمثلة بالكتائب والقوات وكتلة التجدد وبعض المستقلين والتهديد بتعطيل النصاب لمنع وصول مرشح حزب الله للرئاسة، فإن الأنظار شاخصة نحو فريقين مؤثرين لجهة تأمين حصول فرنجية على النصف زائد واحد وهما كتلة اللقاء الديمقراطي وكتلة الاعتدال الوطني .
بما يعني اللقاء الديمقراطي وتحديدًا موقف وليد جنبلاط الذي انتقل في مرحلة سابقة من خيار ميشال معوض المعارض إلى خيار العماد جوزف عون وصلاح حنين وجهاد أزعور فهل يبدل موقفه مرة أخرى فيؤيد انتخاب فرنجية أم أنّ الأمور ستبقى على حالها بانتظار استطلاع الموقف السعودي الذي لا يريد جنبلاط القفز من فوقه؟
أما نواب الاعتدال الوطني فلم تُعرف اتجاهاتهم بعد وما إذا كانت زيارة الرئيس سعد الحريري الى بيروت قد بدّلت من مواقف بعضهم وبالتالي انتقالهم من الوسطية نحو تبني فرنجية من دون أن ننسى التأثير السعودي الكبير على بعضهم الٱخر.
يبقى جبران باسيل فهل يذهب بعيدًا في معارضته الشديدة لفرنجية وعون فيعطل النصاب أم سينجح حزب الله بتليين موقفه لجهة تأمين النّصاب لجلسة قد تجعل فرنجية رئيسًا بالنّصف زائد واحد ضمن تفاهم جديد يمكّنه الحصول على حصة وزاريّة وإداريّة وازنة تضمن حضوره السياسي المترنّح أصلًا ؟
تبني بري لترشيح فرنجية واكبه دعوته القوى الأخرى إلى إعلان مرشحيها والتنافس في مجلس النواب ضمن لعبة ديمقراطية يفوز من خلالها الأقوى الأمر الذي لم يقبل به الثنائي منذ بداية المهلة الدستورية في أيلول الماضي ما يضع كرة التعطيل في ملعب المعارضة وبالتالي رفع مسؤولية عدم انتخاب الرئيس عن كاهله بخاصة مع التهديد الدولي برفع عصا العقوبات على المعرقلين.
أخيرًا، وفي ظل انعدام التوازن الدولي ومع احتدام الصراع في المنطقة على خلفية الملف النووي الإيراني واستمرار الانقسام الداخلي الحاد من خلال عدم قدرة أي فريق على تأمين نصاب جلسات الانتخاب في لعبة عضّ أصابع موجعة، سألت مصادر واسعة الاطلاع ما الذي تغيّر اليوم؟ وهل ترشيح فرنجية علنًا يعني وصوله الحتمي للرئاسة أم هو تغطية لإعلان معارضة العماد جوزف عون وقطع الطريق أمامه واسقاطه من لائحة المرشحين التوافقيين بعد استشعار تعاظم التأييد الدولي والمحلي له وبالتالي وضع الجميع أمام خيار وحيد هو سليمان فرنجية؟ وختمت المصادر بالقول ما يجري اليوم ليس معركة انتخاب فرنجية رئيسًا بل هو معركة إسقاط جوزف عون من لائحة المرشحين وأن طبخة الانتخاب لم تستوِ بعد بانتظار تسوية دولية وإقليمية لم تنضج حتى الآن.