خاص- أنقذوا شعبكم الآن فالتاريخ لن يرحمكم غدًا

خاص- أنقذوا شعبكم الآن فالتاريخ لن يرحمكم غدًا

الكاتب: جورج العلية | المصدر: Beirut24
12 آذار 2023

من خلال متابعة ردود الفعل العالمية الدقيقية على اتفاق إيران السعودية الذي ينص على فتح السفارات بين البلدين برعاية صينيَّة نلاحظ أنّ ما من بلد في العالم غرقت فيه الأحزاب والقوى والفعاليات في متاهة تحليل تداعيات هذا الاتفاق والتعليق عليه، إلا في لبنان ما يكشف وبشكل لا لبس فيه مدى تبعية وتأثر وارتباط غالبيّة المسؤولين اللبنانيين بالخارج.
فوَقْع هذا الحدث نزل كالصاعقة على الرؤوس الحامية فسارع بعض الممانعين إلى استغلاله في سبيل تحصين مواقفهم ومواقعهم بغية تدعيم حظوظ مرشحهم المعلن مؤخرًا لرئاسة الجمهورية. فيما جاهد بعض المعارضين تلمس ما بين السطور واستطلاع ما إذا كان من تبعات سلبية قد تطال الداخل اللبناني وتأتي على حسابهم .
وبين هذا وذاك وقف البعض الثالث حائرًا كيف سيلاقي هذه التطورات ليستفيد منها ويقف إلى جانب من ستميل الدفة الداخلية لمصلحته .
نعم إنهم زعماء ومسؤولو لبنان، البلد الذي يتخبط ويرزح ويعاني من أسوأ أزمة مالية تضربه على مرّ تاريخه الحديث.
نعم إنّهم زعماء ومسؤولو لبنان البلد المنقسم على نفسه المهدد بهويته وسيادته ومستقبله.
نعم إنهم هم، غارقون في حساباتهم يبدلون مواقفهم بحسب أهواء مشغليهم في الخارج، متناسين معاناة وجوع وفقر وعوز شعبهم وانهيار عملتهم الوطنية لاهثين وراء دول لا تؤمن إلّا بمصالحها حتى لو كان ذلك على حساب خراب بلدهم.
يا أيها المسؤولون إنسوا ولو لمرة واحدة الخارج ولا تراهنوا أو تنتظروا اتفاقاته أو خلافاته أو نتائج حروبه. تعالوا الى كلمة سواء فيما بينكم. أنقذوا شعبكم اليوم فالتاريخ لن يرحمكم غدًا.