أزعور مرشحاً رسمياً للمعارضة ونصرالله يتمسك بفرنجية خلال لقائه موفد الراعي

أزعور مرشحاً رسمياً للمعارضة ونصرالله يتمسك بفرنجية خلال لقائه موفد الراعي

الكاتب: منير الربيع | المصدر: الجريدة الكويتية
5 حزيران 2023

بعد مفاوضات مكثفة وأخذ ورّد، أعلنت القوى اللبنانية المعارضة لانتخاب سليمان فرنجية للرئاسة، أمس، ترشيح الوزير السابق، القيادي في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، مرشحا موحداً لها للرئاسة.

وتضمّ هذه القوى الأحزاب المسيحية الأساسية، أيّ القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب اللبنانية، إضافة الى نواب مستقلين، أعلنوا من منزل المرشح السابق ميشال معوض دعمهم لأزعور، وسط تقديرات متضاربة حول موقف وليد جنبلاط وإذا كان سيدعم أزعور أم لا.

وكان حزب الله وحركة أمل قد قابلا المساعي لتوحيد المعارضة بالكثير من التصعيد السياسي، وهو ما انعكس توتراً على الساحة السياسية، خصوصاً أن المشهد ذكّر بالانقسام العمودي على «طريقة 8 و14 آذار»، وهو ما من شأنه تعقيد الأزمة أكثر وليس المساهمة في حلّها.

ومن المرتقب أن تضغط القوى المعارضة في سبيل تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً لعقد جلسة انتخابية، وهي جلسة يُفترض أن تُعقد، لكن لن تؤدي إلى انجاز العملية الانتخابية، خصوصاً أن مصادر متابعة تشير إلى أن بري سيتجاوز الضغوط الداخلية والخارجية، ويعمل على عقد جلسة بموجب الدستور، ولكن لا يحصل أي مرشح في الدورة الأولى على العدد اللازم من الأصوات، أي 86 صوتاً. فيما يتم تعطيل النصاب من قبل نواب حزب الله، وحركة أمل، وتيار المردة وحلفائهم، وبالتالي يصبح من الواجب رفع الجلسة والذهاب إلى تحديد موعد آخر، وهذا ما سيتكرر في الجلسات الأخرى، مادام لم يحصل أيّ اتفاق سياسي واسع وشامل يقود إلى انتخاب الرئيس توافقياً. هذا الأمر سيكون بحاجة إلى تدخّل دولي لإرساء الاتفاق بين القوى المتعارضة، وهو ما ليس متوفراً حتى الآن، نظراً لعدم الاهتمام من قبل القوى الخارجية من جهة، وثانياً بسبب وجود تضارب في وجهات النظر بعد اجتماع باريس الخماسي.

وفي هذا السياق، تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الدول الأربع التي شاركت في الاجتماع إلى جانب فرنسا، أي الولايات المتحدة والسعودية ومصر وقطر، يحمّلون باريس مسؤولية «الانقلاب» على مقررات الاجتماع والذهاب باتجاه آخر خارج عن المواصفات التي تم تحديدها، والتركيز على معادلة تهدف إلى انتخاب فرنجية رئيساً للجمهورية، وهذا ما أعاق كل الجهود الدولية وأسهم في تأخير إنجازها.

في هذا السياق، تضيف المصادر أنه لا يمكن العودة إلى الاجتماعات الخماسية قبل أن تغيّر باريس مقاربتها السياسية، وتعود إلى أساس ونتائج اجتماع 6 فبراير 2023، تتوقع المصادر أن فرنسا قد أصبحت قريبة من اتخاذ مثل هذه الخطوة، خصوصاً بعد تدخّل فاتيكاني، وزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى باريس ولقائه الرئيس إيمانويل ماكرون.

وربطاً بهذه المعطيات، جاء استدعاء السفيرة الفرنسية في بيروت إلى باريس للبحث معها في آخر التطورات وإعادة تقديم تصوّر حول كيفية الخروج من الأزمة، والعودة إلى الاتفاق مع الدول المعنيّة، فيما تؤكد المصادر أن هناك تطابقاً في وجهات النظر بين السعودية، أميركا وقطر حول مقاربة الاستحقاق وكيفية إنجازه. وترى المصادر أنه في حال غيرت باريس من مقاربتها، فهذا سيؤدي إلى تسهيل الانتقال إلى مرحلة جديدة أكثر جدية، وما قد يضفي عليها المزيد من الدفع الإيجابي، هي المعلومات التي تشير إلى زيارة سيجريها وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى طهران في الفترة المقبلة.

إلى ذلك، بدأ البطريرك الماروني بشارة الراعي تواصله مع القوى السياسية المختلفة، لوضعها في صورة نتائج زيارته لباريس، والتشاور حول إمكانية التوافق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، ووضع القوى في صورة تطور اتفاق المعارضة على جهاد ازعور كمرشح لرئاسة الجمهورية.

في هذا السياق، كشفت مصادر متابعة أن الراعي أوفد المطران بولس عبدالساتر للقاء الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطار جولة تشمل مختلف القوى السياسية.

وتقول المصادر إن عبدالساتر سمع من نصرالله جواباً واضحاً، في استمرار تمسكه بترشيح فرنجية، وكان الراعي رفض أمس الرد على هجوم «حزب الله» عليه، وقال: «ما بردّ عَ حدا وما بحياتي ردّيت عَ حدا لا سلبا ولا إيجابا».

وكشفت المعلومات أن الراعي التقى فور عودته من فرنسا فرنجية، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فيما تعذر لقاؤه بزعيم حزب القوات سمير جعجع لأسباب أمنية. من جهة أخرى، يفترض أن يعقد لقاء بين النائب غسان سكاف مع كل من حزب الله وبري، للمطالبة بعقد جلسة انتخابية، في وقت في المقابل تشير المصادر إلى أن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب التقى بري مؤخرا لبحث الخطوات التي ستتخذ بعد ترشيح ازعور.