لبنان على حافة الحرب… وقرار “الحزب” اتخذ!

لبنان على حافة الحرب… وقرار “الحزب” اتخذ!

الكاتب: منال زعيتر | المصدر: اللواء
16 حزيران 2025

في العلن، لا تصعيد وانخراط من قبل حزب الله في الحرب «الإسرائيلية – الإيرانية»، وفي الخطاب السياسي، يمارس الحزب لغة منضبطة جدا في مقاربة هذه الحرب، لكن خلف الكواليس، تشير معطيات موثوقة إلى أن حزب الله أنهى استعداداته الميدانية، وأعدّ بنك أهدافه بدقّة، ولم يبقَ أمامه سوى تحديد «لحظة الصفر» للانخراط في الحرب… وفقا لمرجع سياسي كبير مطّلع فان القرار قد اتخذ في أعلى مستويات القيادة في حزب الله، لكن توقيته مرهون بمجريات الحرب…

وكشف المرجع ان طهران لم تطلب من أي فصيل مقاوم في المنطقة بمن فيهم حزب الله مساندتها وتقديم أي دعم عسكري في حربها مع العدو، إلّا ان طبيعة المعركة القائمة وتعقيداتها، واستمرار العدو الإسرائيلي في استهداف الأراضي اللبنانية، قد يفرضان في لحظة مفصلية مشاركة مباشرة من الحزب في الحرب.

أكثر من ذلك، ذهب المرجع بعيدا بقوله ان الانخراط في الحرب وضرب العدو ليس خيارا سياسيا، بل واجبا وجوديا، وتابع، صحيح ان الحزب لا يريد الحرب الشاملة، لكنه أيضاً لن يتنازل أو يتراجع أو يتهاون في استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان واحتلال العدو لأراضينا… معيدا التأكيد بأن حزب الله لن يتردد في الانخراط بهذه الحرب حين يحين الوقت الملائم، وعلى حد تعبيره، فان الحساب مع العدو لم يطوَ، وصمت الحزب الآن «تكتيكي» فقط، ولا يعكس بأي حال من الأحوال تراجعا في دور أو قدرة الحزب أو تخلّيا عن إيران.

وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن حزب الله عاجز اليوم عن خوض حرب مفتوحة مجدّدا، تكشف الوقائع الميدانية عن صورة مغايرة: فالحزب أعاد ترتيب صفوفه، ورفع مستوى الجهوزية في الجنوب، وفعّل وحداته الصاروخية، وستكون أي ضربة يقوم بها، مفاجئة وقاسية، وخارج كل التوقعات على حد تعبير المرجع.

ولأن الجميع دون استثناء من قوى دولية وإقليمية ومحلية تدرك ان حزب الله ما زال قادرا على المواجهة رغم الخسائر التي تكبّدها في عدوان أيلول… وصلت تحذيرات دولية صارمة الى الرئاسات الثلاث: من ان أي تدخّلاً للحزب في الحرب «الإسرائيلية – الإيرانية» سيقابل بردّ إسرائيلي عنيف، لا يستثني البنى التحتية من مطار ومرافئ وشبكات حيوية، وسيطال كل لبنان.

التحذير كما جزم المرجع واضح، لكن الحزب، لا يرضخ للتهديد ولا يخضع للتحذيرات، ولا ينتظر إذنا من أحد… واتخاذ القرار من قبل قيادة الحزب هو رد واضح على كل التهديدات، ولكن أعيد وأكرر بأن توقيت تنفيذ القرار هو بيد قيادة حزب الله وحدها في الوقت الملائم.

ماذا يعني هذا الكلام: هل نحن على أعتاب حرب شاملة مجددا؟

اكتفى المرجع بالقول ان الحزب لا يسعى للحرب، ولكنه مستعد لها، فالدبلوماسية وحدها لا تكفي لاستعادة الأرض وتحرير الأسرى ووقف العدوان، وبالانتظار، نحن أمام واقع شديد التوتر في المنطقة، والأمور مفتوحة على مصراعيها أمام كل الاحتمالات.